حروب تجارة السلاح

حروب تجارة السلاحسوسن أبو حسين

الرأى11-8-2024 | 15:14

تتزايد المخاوف من احتمال اندلاع حرب شاملة فى الشرق الأوسط فى ظل استمرار حرب غزة وهو ما يؤدى إلى عواقب وخيمة على المستوى العربى والإقليمى والدولى وستكون نتائجه أكثر مما حدث فى غزة ويشعل اشتباك الجماعات المدعومة من إيران فى سوريا واليمن والعراق ولبنان وفى جميع دول الشرق الأوسط ويورط الولايات المتحدة الأمريكية بالدخول فى حرب مباشرة مع إيران ، ولذا حذرت الأمم المتحدة من كارثة تفوق الخيال ولذا تتسارع وتيرة اللقاءات والاتصالات بين كل دول العالم لبحث الأوضاع الملتهبة بالمنطقة، ومحاولات وقف التصعيد نحو صراع شامل، والجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى بما فيها جريمة اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لـ ( حماس ).

وفى ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطينى ولا سيما فى قطاع غزة والتي أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 40000 فلسطيني وإصابة ما يزيد على 91000، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير القطاع بما فى ذلك 430000 منزل، فضلا عن البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية وأماكن العبادة والمواقع التاريخية، وتهجير ما يقارب من مليونى فلسطينى عن بيوتهم فإن الحرب التى تقودها تل أبيب بدعم ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية ما هى إلا دمار شامل ليس على المنطقة فحسب وإنما على الشعبين الأمريكى والإسرائيلى حيث يتبين بالرصد والمتابعة حجم الخسائر الهائلة للاقتصاد فى الدولتين حتى وإن كانت تجارة السلاح تعوضه لكن الهلع الذى يعيشه الإسرائيليون من تدريبات على النجاة من الحرب الشاملة وحتى إن حدثت لن تحقق السلام ولن تنجو منها الدولتان لأن الحرب هزيمة للجميع ولن ينتصر أحد وقد لفت انتباهى مقال لكاتب صينى الذى دون فيه بعبارات واضحة أن التحدى الأكبر لأمريكا ليس الصين وإنما السلام الذى سيضع نهاية للإمبراطورية الأمريكية الدولارية التى بُنيت حول الحرب واقتصاد الحرب وتجارة الحروب، لأن الكثير ممن يتم توظيفهم لمجرد التحريض على الحروب وأدواتهم سيكونون عاطلين عن العمل، وكذلك المجمع الصناعى العسكرى وجميع القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم زائدة عن الحاجة، وإضافة لكل ذلك جميع حاملات الطائرات والطائرات العسكرية والصواريخ البالستية العابرة للقارات وأسلحة الدمار الشامل وجميع الصناعات الحربية المساندة، وسيكون من ضمن نتائج السلام سوف يصبح التوظيف هو المشكلة رقم واحد فى الولايات المتحدة عندما تكون آلة الحرب الأمريكية معطلة بسبب عدم ملاءمتها، فإن جميع مشغلى وكالة المخابرات المركزية سيكونون عاطلين عن العمل، وتكون كل الأخبار المزيفة عن التهديدات والأعداء مجرد نكتة.

أضف تعليق