يجاهد اللوبي المستفيد من «زعزعة» استقرار سوق الصرف في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، في سبيل عودة السوق السوداء لتداول الدولار بالأسواق المصرية، في محاولات مستميتة لاستعادة مكاسبهم علي حساب «نهش» الهيكل الرئيسي في الاقتصاد الوطني، من خلال نشر شائعات تؤكد نية الحكومة لتحريك سعر الصرف مرة أخري، فيما ذهب البعض الآخر من هؤلاء إلي تداول أرقام مغلوطة حول القيمة الحقيقة للجنيه أمام الدولار الأمريكي.
وبالتوازي مع «فتنة» الأرقام المتداولة عبر «حفنة» المستفيدين من عودة السوق الموازي للعملة الأمريكية، جاءت تصريحات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، لتؤكد أن هذه الشائعات يقف وراءها شبكات من تجار العملة في سبيلهم لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، بعدما نجحت في جني أرباح طائلة من الأزمة الماضية التي عاني منها الاقتصاد المصري قبل اتخاذ قرار تحرير سوق الصرف مؤخرًا والنجاح في القضاء علي السوق السوداء للدولار الأمريكي.
الشبكات من تجار قوت الشعب «بهتت»، عندما أعلن البنك المركزي المصري في أحدث تقاريره عن عدد من المؤشرات الإيجابية، التي تؤكد تماسك سوق الصرف في مصر أمام الموجة الجديدة من هروب الأموال الساخنة، متأثرة بتطورات الأوضاع السياسية في المنطقة.
المؤشرات الإيجابية التي أعلن عنها المركزي المصري، أكدت أن الاحتياطي الأجنبي المصري من الدولار ارتفع ليصل إلي مستوي تاريخي لم يسجله من قبل، مسجلاً 46.5 مليار دولار مع نهاية يوليو الماضي، وهو نفس المستوي الذي بلغه حجم الدين الخارجي من تراجع قياسي بلغ 14 مليار دولار منذ ديسمبر الماضي، فيما أكدت المؤشرات الأخري الارتفاع الواضح في حجم تحويلات المصريين بالخارج ليصل إلي 2.6 مليار دولار خلال يونيو الماضي.
القرار الأخير للبنوك العاملة في السوق المحلية بفتح الاعتمادات المستندية لاستيراد عدد من السلع بعد الحصول علي موافقات من البنك المركزي، جاء ليقطع الطريق أمام شبكات المصالح ومروجي الشائعات ويؤكد أن سوق الصرف المصري مازال يتمتع بالاستقرار مع وفرة العملات الأجنبية بالقطاع المصرفي الوطني.
المؤكد أن استمرار الأوضاع الجيوسياسية التي تعاني منها المنطقة في الوقت الراهن، سيكون لها أثر سلبي علي استقرار أسواق الصرف في مصر وبلدان المنطقة، وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية، عندما تراجع سعر الجنيه، الذي أصبح في مواجهة شائعات وفتن الأرقام في الداخل، وتحت ضغوط الصراعات والأزمات السياسية في الخارج، حفظ الله مصر وشعبها العظيم.