ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن روسيا نجحت في إجهاض الهجوم الأوكراني داخل الأراضي الروسية والذي بدأ منذ ما يقرب من أسبوعين من خلال تكثيف هجماتها على الجبهة الشرقية من القتال.
وأشار مقال نشرته الصحيفة للكاتب دافيد ستيرن، إلى أن آمال الجانب الأوكراني في أن الاجتياح عبر الحدود الروسية قد يسهم في تخفيف الضغط الروسي على الجبهة الشرقية من القتال بدأت تتبدد بعد تقدم القوات الروسية نحو مدينة بوكروفسك.
وأوضح المقال، أن التقدم المطرد للقوات الروسية على الجبهة الشرقية بات يهدد منطقة لوجيستية غاية في الأهمية بالنسبة لأوكرانيا، مشيرًا إلى تصريحات مسؤلين في مدينة بوكروفسك التي يقولون فيها إنهم بدأوا بالفعل في إجلاء سكان المدينة خشية استيلاء القوات الروسية عليها والتي صارت على مسافة 6 أميال من المدينة.
ولفت المقال إلى أنه في حال وقوع المدينة تحت سيطرة القوات الروسية سوف تكون أكبر مدينة من حيث تعداد السكان يستولى عليها الجانب الروسي منذ وقوع مدينة باخموت تحت السيطرة الروسية في مايو 2023.
وسلط المقال الضوء في هذا الصدد على تصريحات كاترينا يونجولا، المسئولة الإعلامية في الإدارة العسكرية في بوكروفسك، والتي تقول فيها إن القوات الروسية تتقدم نحو أطراف المدينة، موضحة أن مصير المدينة أصبح مجهولا في الوقت الحالي.
وأشارت المسئولة الإعلامية إلى أنه على الرغم من التهديد المحدق بالمدينة، إلا أن الجانب الأكبر من السكان يرفض الإجلاء عنها، مما دفع المسئولين إلى المرور على السكان في منازلهم لإقناعهم بمغادرة المدينة على الفور حفاظًا على سلامتهم، مضيفة أن تعداد المدينة قبل العملية العسكرية الروسية بلغ 86 ألف نسمة إلا أنه تقلص الآن ليصل إلى 53 ألف نسمة.
وأشار المقال أيضا إلى تصريحات قائد القوات الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي، التي يؤكد فيها أن قتالاً شرسًا يدور في الوقت الحالي بين القوات الأوكرانية والروسية حول المدينة، لافتًا إلى أن القوات الروسية حاولت اقتحام المواقع الأوكرانية 45 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف قائد القوات الأوكرانية أن هناك قتالاً عنيفًا يدور أيضًا في الوقت الراهن حول مدينة توريتسك والتي تبعد حوالي 40 ميلا عن بوكروفسك حيث تتعرض القوات الأوكرانية لهجوم مكثف من جانب القوات الروسية.
وأشار المقال في الختام إلى تقديرات المحللين الذين يرون أن التقدم الروسي في المنطقة يعكس خللاً واضحًا في استراتيجية الجانب الأوكراني الذي كان يأمل من خلال اجتياح الحدود الروسية في تقليص المكاسب العسكرية الروسية على الجبهة الشرقية من القتال، إلا أن تلك الآمال تبددت في الهواء.