فوضى الحروب.. مَن المستفيد ؟

فوضى الحروب.. مَن المستفيد ؟سوسن أبو حسين

الرأى23-8-2024 | 21:56

من ينظر إلى المشهد المسيطر على المنطقة العربية يرى وللوهلة الأولى حصارًا غير مسبوق لحدود مصر عبر الدول المجاورة خاصة السودان وليبيا وفلسطين، وبالترتيب نرى أن ما يسمى بمفاوضات جنيف واستمرارها دون التوصل إلى حلول تنهى هذه الحرب العبثية التى تغذيها أطراف دولية تحت مبرر الدعم والمساهمة فى وقف الحرب، وطبعا المتضرر الأكبر من إطالة أمد الحرب هى مصر، وتحملها أعباء اللاجئين إليها فى مرحلة يعانى فيها الشعب المصرى من انخفاض عملته و ارتفاع الأسعار الذى يقابله تدنى مستوى الدخول ووصول الطبقة المتوسطة إلى القاع، والتى تحاول التحلى بالصبر والصمود للحفاظ على الدولة وحمايتها خاصة المتربصين بها والطامعين فى أجزاء من أرضها مقابل فك الحصار المادى، وهى معادلة خاسرة فى تقديرى لأن ما يتحمله الشعب المصرى يفوق بكثير قدرة الدول المصدرة للأزمات ولن يفلحوا مهما قاموا بإطالة أمد الصراعات حول حدود الدولة المصرية.

والغريب أن أكثر دولة تقوم بكل هذه الأدوار هى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تعتبر مصر أهم شريك فى المنطقة لفرض الأمن والسلام والاستقرار، وتعلم أيضًا بقوة شعبها ومدى تحمله على مدار أجيال، ومنذ أيام وبالتوازى مع أحداث غزة ومفاوضاتها المشتعلة والتى تنذر بحرب شاملة تتحرك أمريكا فى محور السودان وليبيا وتتدخل فى القرار وكأنها ولايات أمريكية ودول بلا صاحب أو حتى شعوب لها حقوق كثيرة،كما تحاول الوقيعة بين القوى السياسية والعسكرية، والغريب أن تترك واشنطن كل المبادرات والأفكار والحلول المحلية وتذهب لحلول تتفق مع مصا لحها ومع إطالة أمد الأزمات، وهذا ما أعلنه المبعوث الأمريكى إلى السودان، تومبيرييلو، مؤخرًا بأن الوفود المشاركة فى مفاوضات جنيف تسعى لاستمرار الاجتماعات الحالية من أجل الوصول إلى نتائج فعلية على الأرض.
ولفت إلى أنه سيستمر فى "المفاوضات الفردية "مع كلا الطرفين بغرض الحصول على الالتزامات الممكنة، وطبعا هذا المنطق يخدم مصالح واشنطن حتى فى حالة إظهار بعض النتائج التى توضح أن هناك تقدما مثل الإعلان عن الحصول على التزامات بفتح المعابر، والاقتراب من مرحلة تمكين (20) مليون سودانى من الوصول إلى الغذاء والدواء، وكيفية تنفيذ اتفاقات جدة والقانون الدولى الإنسانى، رغم أنه من الصعب العمل فى غياب بعض الجهات المعنية، وموافقة قوات الدعم السريع السماح على وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر الدبة فى شمال السودان إلى إقليم دارفور.
وإذا انتقلنا إلى ملف غزة ووصول وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى المنطقة نلاحظ بقاء العقدة فى المفاوضات حول معبر فلادليفيا، وهى منطقة حدودية بين مصر وقطاع غزة ومفترض أنها خالية من السلاح.

أضف تعليق