"عمر أفندي" يثير حراكا نقديا وفكريا حول مسلسلات الـ 10 حلقات

"عمر أفندي" يثير حراكا نقديا وفكريا حول مسلسلات الـ 10 حلقاتصورة أرشيفية

ثقافة وفنون25-8-2024 | 13:44

سيطرت في الفترة الأخيرة مسلسلات الـ 10 أو 15 حلقة، بعد عرض مسلسل "عمر أفندي" الذي قام ببطولته الفنان أحمد حاتم، حيث انتشرت فكرة المسلسلات القصيرة في المنصات الرقمية في البداية، ولكنها أصبحت تعرض الآن على القنوات الفضائية، فهل انتشار تلك النوعية من الدراما تضفي حالة من الإيجابية وعدم الشعور بالملل؟ أم أنها ستكون سلبية في بعض الجوانب؟.. وهل هذا سيتيح فرصة أكبر لإنتاج أعمال درامية كثيرة؟.. في السطور التالية يجيب المتخصصون على تلك التساؤلات ...

في البداية، تقول الناقدة ماجدة موريس: إن إتاحة الفرصة لإنتاج أعمال فنية درامية كثيرة من خلال المسلسلات القصيرة هو شيء يؤكد أن من ينتج مسلسل واحد مكون من 30 حلقة سيكون لديه مساحة أن ينتج ثلاثة أعمال درامية بثلاثة مواضيع مختلفة من خلال المسلسل المكون من 10 حلقات ويعد هذا مكسب للمنتج الفني .

وتابعت: هناك نقطة فنية يجب التحدث فيها من قبل عام 2011 أنه كان يوجد أحيانا بعض المسلسلات التي ينتجها التليفزيون المصري قصتها والسيناريو الخاص بها غير مجهز لـ 30 حلقة ويوجد بها تطويل ومط في الأحداث وبالتالي المشاهد كان يشعر بالملل وممكن أن يترك المسلسل مدة ويعود لمشاهدته ويجد أن الأحداث لم تتغير وذلك أساء للدراما المصرية في هذا الوقت وجعل الجمهور يتجه للمنصات الرقمية التي كانت تقدم مسلسلات بمواضيع غير منتشرة، وإنتاج هذه المسلسلات يكون غير مزعج للمنتج لأن عدد الجمهور غير عدد جمهور التليفزيون المصري وبالتالي فإن نجاح المسلسلات القصيرة للمنصات جعل الجهات المنتجة رسميا تنتج هذه المسلسلات للقنوات بدلا من المسلسلات الطويلة.

وأردفت: أن من ينتج مسلسل مكون من 10 حلقات غير مطالب أن يتناول قصة بلد بأكملها ولكن يتناول قصة عائلة أو قصة إنسان فهذه تكون فرصة للقصة والسيناريو والحوار أن تكون مختصرة على القصة الفنية أوالحقيقية أو القريبة من الواقع بشكل مهم وبشكل يجعل المشاهد يلم بجميع جوانبها، وعلى سبيل مثال المقارنة بين مسلسل ليالي الحلمية أو مسلسل الشهد و الدموع كانت مليئة بالشخصيات والعلاقات ومجتمعاتن وبين القصص الحالية المتواجدة في المسلسلات القصيرة مثل مسلسل ليه لأ الجزء الثاني، التي قدمته الفنانة منة شلبي قدمت قصة تم التركيز فيها على الحالة الإنسانية للفرد أو عدد قليل من الناس.

وأشارت إلى أن من هذه المسلسلات القصيرة الناجحة مسلسل نصيبي وقسمتك للمؤلف عمرو محمود يس؛ لأنه يناقش قصص حقيقية وتحدث في الواقع و لدى المؤلف فرصة كبيرة لتحليل العلاقات الإنسانية المتناولة في المسلسل بكل أجزائه وأصبحت هذه القصص مؤثرة بالإيجاب ومطلوبة من الجمهور أكثر، وهذه أهمية المسلسلات القصيرة المكونة من 10 حلقات، إلى جانب أنه لم يعد هناك مؤلفين كبار يستطيعون تأليف مسلسلات كبيرة مثل زيزينيا وأرابيسك. كل هذه العوامل جعلت المسلسلات القصيرة تظهر أكثر.

وفي السياق ذاته، أوضح الناقد رامي عبد الرازق أن الفكرة ليست في عدد الحلقات وإنما هي مدى احتياج القصة لعدد حلقات معينة لكي يتم تناول الفكرة بكل جوانبها والعودة إلى إنتاج مسلسل من عشر حلقات مرة أخرى أعتبرها مسألة شكلية بحتة، والأصل هو أن ما يحدد الشكل هو المضمون وهذا ما كان يحدث منذ وقت بدايات التليفزيون المصري في الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات و حتى أواخر التسعينيات كان عدد الحلقات مرتبط فقط بالاحتياج إلى سرد قصة المسلسل؛ ولذلك كنا نرى أعمال بأعداد حلقات مختلفة بمعنى أن أساس الدراما التليفزيونية المصرية كانت السهرة التليفزيونية وكان عبارة عن فيلم تليفزيوني لمدة ساعتين وتطور إلى الثلاثيات التي كانت عبارة عن مسلسل مكون من ثلاث حلقات وبعدها ظهرت الخماسيات والسباعيات وكان ذلك شكل معروف بشكل كبير جداً من أشكال الدراما التليفزيونية والكثير من المؤلفين الكبار قدموا أعمال منها.

وتابع : كان المتوسط 13 حلقة وعندما كان يحتاج المسلسل إلى حلقات أكثر كان يتراوح في حدود 20 حلقة لأن عدد الحلقات لم يكن هدفا في حد ذاته، كانت قصة المسلسل هي المسيطرة في حد ذاتها والوقت الذي نحتاجه في عرض هذه القصة ولكن بعد ذلك انتقلنا إلى السباق الرمضاني وسيطرة الإعلانات وأصبح الشكل هو الهدف والمسلسل تكون من 30 حلقة وبدأ البحث عن قصص يتم سردها خلال 30 يومًا دون النظر إلى المضمون أو القصة و الدراما.

وأضاف عبد الرازق أن فكرة السباق الرمضاني لم تكن موجودة وكان يوجد مسلسل السابعة والربع وكان موعدا مقدسا تم عرض فيه المئات من الأعمال الناجحة، وهناك مسلسلات مهمة وكبيرة عُرضت في شهر رمضان الكريم لم تكن 30 حلقة مثل مسلسل رأفت الهجان الجزء الأول الجزء الأسطوري كان 13 حلقة فقط وتم عرضه في النص الثاني من الشهر الكريم، فبالتالي محاولة صناع الدراما الاحتفاء بعودة إنتاج مسلسلات قصيرة يدل على إن عدد الحلقات هو الهدف وليست قصة المسلسل، التي يتم عرضها و التعامل على هذا الأساس يعد آفة أكبر من الـ 30 حلقة، ومن باب التسويق لفكرة المسلسلات القصيرة وإظهاره على أنه ثورة تصحيح وعودة المسلسلات إلى قواعدها ولكن القاعدة الأساسية هي أن الكاتب أو صناع العمل ينتجون عدد حلقات مناسبة لقصة المسلسل سواء كانت حلقة واحدة أو عشرة و في الأزمنة الماضية لصناعة الدراما المصرية كانت أكثر حداثة وتفتح وثورية على الشكل وفهم طبيعة الدراما التليفزيونية من الآن وقبل وجود أي منصة رقمية التي أعادت إنتاج مسلسلات معتمدة على الفكرة وليست عدد الحلقات.

واختتم حديثه وقال: اعتبار صناع تلك الدراما أن المسلسل المكون من عشر حلقات فرصة لتطوير الصناعة هو فهم خاطئ لأنه لا يوجد فرصة لتطوير الصناعة إلا إذا تم فهم أن الصناعة الدرامية غير مرتبطة بشكل أو عدد الحلقات وإنما مرتبطة بمحتوى الحلقات والزمن المستغرق لسرد قصة المسلسل فقط بدون أي زيادات أوفرض لشكل معين على الكاتب أو المخرج، وأرى أن المسلسلات القصيرة تأثيرها تأثير كمي فقط لأن عدد ساعات إنتاجها أقل من ال30 حلقة ولكن التراكم الكمي هذا تراكم ليس له أهمية ويعد سطحية ولن يحسب لأحد لا للمنصة ولا للمنتج ولا الممثلين أو صناع العمل وفي النهاية الجمهور سيتذكر الأعمال الفنية الدرامية التي تناسقت فكرتها مع عدد حلقاتها ولم تشعر أنها كانت مضيعة للوقت أو لم تمل من هذه المسلسلات.

أضف تعليق

المقامرة الأمريكية والحرب الإقليمية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2