ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى إلى الحفاظ على حكومة وسطية تستمر في التمسك بالنهج الاقتصادي المؤيد للأعمال الذي اعتمده خلال السنوات السبع الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من ماكرون إقناع الجناح المعتدل من يسار الوسط والخضر بالتخلي عن تحالفهم مع اليسار المتطرف، والانضمام إلى تحالفه الوسطي مع يمين الوسط.
ومع ذلك، أعربت الصحيفة عن أسفها لأن ماكرون لم يبذل جهودًا كافية لجذب الديمقراطيين الاشتراكيين، مشيرة إلى أن تجاهله المتعالي للجبهة الشعبية الجديدة أدى إلى تقارب أحزاب اليسار فيما بينها.
وأشارت الصحيفة إلى أن النتائج المفاجئة للانتخابات الأخيرة، التي شهدت هزيمة تحالف ماكرون الوسطي، لم تجلب وضوحًا للمشهد السياسي في فرنسا.
وعلى الرغم من أن الناخبين رفضوا اليمين المتطرف، إلا أن البلاد تعيش الآن فترة من عدم الاستقرار الحكومي استمرت لأكثر من ستة أسابيع، وهي أطول فترة منذ تأسيس الجمهورية الرابعة في عام 1946.
كما لفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن اليسار ارتكب خطأً عندما اعتقد أنه يمتلك تفويضًا شعبيًا لممارسة السلطة، في حين وضع يمين الوسط قائمة مطالب سياسية غير قابلة للتفاوض.
في المقابل، أظهر أنصار ماكرون الوسطيون استعدادًا أكبر للتفاوض والانفتاح.
وفي ختام تحليلها، دعت الصحيفة البرلمانيين الفرنسيين إلى تحمل مسؤولياتهم، محذرة من أن عدم التوصل إلى تسوية سيؤدي بفرنسا إلى إدارة تكنوقراطية ذات أجندة بسيطة للغاية، تقتصر على تمرير ميزانية لعام 2025 كأحد أهم أولوياتها.