تحت رعاية د. علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة ل اتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ، أقامت لجنة الجوائز باتحاد الكتاب أمس السبت ندوة بعنوان "ليلة نجيبية" في ذكرى رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ .
شارك في الندوة مقرر لجنة الجوائز الروائي أحمد فضل شبلول، ونائب المقرر الكاتبة والناقدة د. زينب العسال، وأستاذ الأدب المقارن د. رشا صالح، والكاتب على قطب، وأدارت الندوة عضو لجنة الجوائز الكاتبة شاهيناز الفقي.
وكشف بعض المشاركين في الندوة عن معلومات للمرة الأولى عن جوائز محفوظ بخلاف تفاصيل يوم فوزه بنوبل .
تحدثت د.زينب العسال الكاتبة المسرحية والناقدة وكاتبة الأطفال حول كتاب "زيارة أخيرة إلى حضرة نجيب محفوظ" ومجموعة أخرى من الكتب التي أصدرها الكاتب الكبير محمد جبريل عن الأديب نجيب محفوظ .
كما أشارت العسال إلى الميعاد الذي كان يجمع جبريل بمحفوظ لمدة ساعتين في قصر عائشة فهمي في حي الزمالك بالقاهرة ، وترحيب نجيب محفوظ بكافة تساؤلات محمد جبريل حتى لو كانت تنطوي على نقد.
كما تحدثت د. رشا صالح أستاذ الأدب المقارن والنقد الأدبي بكلية الأداب جامعة حلوان حول كتاب" نجيب محفوظ شرقًا وغربًا " وهو مجموعة من المقالات لعدد من أساتذة النقد عن أديب نوبل، والكتاب من إعداد الكاتبين مصطفى عبد الله وشريف مليكة.
وتحدث الشاعر والكاتب ومقرر لجنة الجوائز باتحاد كتاب مصر أحمد فضل شبلول عن الجوائز التي حصل عليها الأديب نجيب محفوظ بداية من جائزة قوت القلوب الدمرداشية وهي أول جائزة يحصل عليها أديبنا الكبير وحتى جائزة نوبل بالإضافة للجوائز التي لم يحصل عليها نجيب محفوظ وأسباب عدم حصوله عليها وغير ذلك من المواقف المرتبطة بالجوائز من خلال كتاب "الليلة الاخيرة في حياة نجيب محفوظ" للكاتب أحمد فضل شبلول.
وقال شبلول :قبل ثمانية عشر عاما، تحديدا في الثلاثين من أغسطس 2006، رحل عن عالمنا أهم كاتب عربي، المصري نجيب محفوظ، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، توجها بجائزة نوبل للآداب، ليصبح الكاتب العربي الوحيد المتوج بالجائزة على امتداد تاريخها. ولكن قبل نوبل كان لمحفوظ جوائز أخرى حفّزته على مواصلة المسيرة.
حصل الأديب العالمي نجيب محفوظ على العديد من الجوائز أثناء حياته، فبالإضافة إلى جائزة نوبل في الآداب عام 1988، حصل على قلادة النيل التي منحها له الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عام 1988، ووسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة قائد الذي منحه له الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران عام 1996، ووسام الفنون والآداب الإسباني الذي منحه له رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار عام 2001، وأوسمة وجوائز متعددة من دول أخرى، مثل جائزة كفافي اليونانية 2004، وجائزة البحر الأبيض المتوسط من إيطاليا، ووسام آداب أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الأوسمة والجوائز المصرية مثل جائزة مبارك ، وجائزة الدولة التقديرية، ووسام الاستحقاق، وغيرها.
غير أن أول جائزة حصل عليها محفوظ في حياته كانت جائزة قوت القلوب الدمرداشية. كانت السيدة قوت القلوب سليلة إحدى العائلات الكبرى في مصر (ابنة محمد الدمرداش باشا صاحب مستشفى الدمرداش المعروف، وهناك حي يعرف باسمه)، وبسبب حبها للأدب رصدت جائزة لشباب الأدباء قيمتها أربعون جنيها، فتقدم محفوظ لها وفاز بها مناصفة مع علي أحمد باكثير عام 1943. باكثير عن روايته وا إسلاماه ، ومحفوظ عن روايته رادوبيس . وكان يرأس لجنة التحكيم الدكتور طه حسين وعضوية أحمد أمين ومحمد فريد أبوحديد.
جوائز الكاتب أهم إنجاز ل نجيب محفوظ هو أنه أعطى للرواية العربية هويتها لتتميز بين مختلف مدارس الرواية في العالم رفعت هذه الجائزة من روح محفوظ المعنوية في ذلك الوقت الذي كان يعاني فيه فشلا في نشر رواياته في الصحف السيارة، التي لم تكن متعودة على نشر الأعمال الأدبية مسلسلةً كما هو حادث الآن.
ثم جاءت جائزة وزارة المعارف عن رواية كفاح طيبة ، 1944. وجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية خان الخليلى 1946. وكانت جميع تلك الجوائز تقوم على مبالغ زهيدة، لكنها كانت ذات أهمية كبيرة. فقد كانت كل مؤلفات محفوظ حبيسة درج مكتبه، ولم يكن لديه أمل في أن يقبل ناشر أن ينشرها، وكان الأمل الوحيد لها في الخروج إلى الحياة الأدبية عن طريق حصولها على جائزة. كانت هذه الجوائز بمثابة التأكيد الوحيد على أن ما يكتبه هو بالفعل أدب، خاصة وأن معظم هذه الجوائز كانت تشكل لها لجان تضم أكبر الأسماء الأدبية من أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد.
ثم فاز محفوظ بعد ذلك بجائزة الدولة التقديرية مرتين، كانت المرة الأولى هي جائزة الدولة القديمة التي كانت قبل الثورة، وكانت تعرف باسم جائزة الملك فؤاد، (وأنشئت عام 1946) وكانت قيمتها المالية ألف جنيه، وجائزة الدولة بعد الثورة (1957)، وكانت قيمتها ألفين وخمسمئة جنيه، وكلا المبلغين ضاعا في الهواء، الأول عندما دفعه لشراء فيلا على النيل بالمعادي، وقيل إن السيارة انقلبت بأصحاب الجمعية التي تقوم بإنشاء الفيلات وهم في طريقهم إلى الإسكندرية حاملين معهم نقود الحاجزين، ولقوا حتفهم وضاعت الأموال. والمرة الثانية خضعت الجائزة للضرائب حيث حاسبته الحكومة بأثر رجعي على كل السنوات الماضية من التأليف والنشر.
ومن الجوائز التي لم يحصل عليها محفوظ، جائزة مهرجان موسكو حيث فشل عرض فيلم خان الخليلي عندما عُرض في هذا المهرجان، ولم يحصل على أيّ جائزة، بل استاء منه جمهور المهرجانات هناك. لم يحضر محفوظ اجتماعات اللجنة الخاصة باختيار الأفلام، بل اعترض على إرسال خان الخليلي إلى موسكو، ولو سئل أيّ الأفلام يجب إرسالها لاختار السمان والخريف ، لأنها قصة تقدمية ومناسبة لمهرجان موسكو أكثر من خان الخليلي .
من جهته تحدث الكاتب على قطب حول كتابه" الطرب والغناء في أدب نجيب محفوظ" وأوضح أهمية وجود أغاني من التراث في روايات نجيب محفوظ وتأثر الاغاني ونوعيتها في التعرف على الحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية في ذلك الوقت.
وشهدت الندوة مداخلات مهمة من الناقد الكبير د. حسين حمودة والكاتب والناقد السعودي د. نبيل المحييش و الكاتب الصحفي وعضو لجنة الجوائز حسام ابو العلا والكاتب إبراهيم حسين والروائية غادة مأمون.