خبير آثار: كشف تل الأبقعين يدحض دعاوى مشاركة بنى إسرائيل فى بناء الحضارة المصرية

خبير آثار: كشف تل الأبقعين يدحض دعاوى مشاركة بنى إسرائيل فى بناء الحضارة المصريةخبير آثار: كشف تل الأبقعين يدحض دعاوى مشاركة بنى إسرائيل فى بناء الحضارة المصرية

مصر7-9-2024 | 04:55

كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة لل مجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور أحمد سعيد الخرادلي، مجموعة من الوحدات المعمارية من الطوب اللبن لثكنات عسكرية للجنود ومخازن للأسلحة والطعام والمواد الغذائية من عصر الدولة الحديثة، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية ب منطقة آثار تل الأبقعين ب مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، كما تم الكشف عن العديد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود.

وفى ضوء هذا أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن أهمية هذا الكشف تكمن فى دحض الآراء التى تدّعى مشاركة بنى إسرائيل فى بناء الحضارة المصرية لمعرفتهم البناء بالطوب اللبن.

وأوضح أن الكشف عن مجموعة من الوحدات المعمارية من الطوب اللبن لثكنات عسكرية للجنود ومخازن للأسلحة والطعام والمواد الغذائية من عصر الدولة الحديثة، يدل على براعة المصرى القديم فى البناء بالطوب اللبن كبراعته فى استخدام الحجر وكان يصنعه من طمى النيل ويحرقه فى قماين طوب المعروفة حتى الآن، وذكرت فى القرآن الكريم حين خاطب أحد ملوك مصر وزيره هامان زمن نبي الله موسى ورئيس عمال المحاجر فى نفس الوقت أن يبنى صرحًا من الطوب اللبن " فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا" القصص 38 ، وبهذا يدحض كل ادعاءات مشاركة بنى إسرائيل فى بناء الحضارة المصرية بحجة براعتهم فى البناء بالطوب اللبن، كما عثر على صوامع داخلها أوانى فخارية لتخزين المؤن الخاصة بالجنود وأفران فخار مصنوعة من طمى النيل.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن "تل الأبقعين" يقع ضمن مجموعة تلال آثار کوم البقرة بمرکز حوش عيسى بالبحيرة جنوب غرب دمنهور، وقديمًا تل أثار البقرة يقع بالأقليم الثالث الغربى من أقاليم مصر السفلى ومسجل على المقصورة البيضاء للملک سنوسرت الأول بالمتحف المفتوح بالکرنك.

ونوه إلى تنوع اللقى الثرية المكتشفة ما بين أدوات حربية سيف برونز مزين بنقوش لخرطوش الملك رمسيس الثاني وأسلحة مختلفة، مواد تجسّد الفكر العقائدى منها دفنة لبقرة رمز للقوة والرخاء كمعبودة سماوية وجعران من الخزف بنقش "آمون - سيد السماء" وجعران على قاعدته المعبود "بتاح" ونصف خاتم من البرونز عليه نقش للمعبود "آمون حور آختي" وتمائم الحماية، ولقى أثرية من ممارسات الحياة اليومية زى أدوات الصيد والزينة والنظافة الشخصية ومراود كحل من العاج وخرز.

وعن الأهمية العسكرية للكشف أوضح الدكتور ريحان بأنه يؤكد حرص المصري القديم على تأمين حدود دولته ضد أى عدوان سواءً حدوده الشرقية أوالغربية أو الجنوبية، ففى عصر رمسيس الثاني الذى وجد خرطوشه على السيف البرونزى المكتشف وألقابه على كتلة حجرية مكتشفة امتد النشاط العسكري المصري والليبي المشترك على مسافة 300 كيلو متر بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط بعمق الداخل الليبي، وتم اكتشاف حصون وقلاع مصرية تدل على السيطرة المصرية لحماية القبائل الليبية المتحالفة مع المصريين ضد قبائل "التمحو" البربرية الهمجية التي كانت تهدد ليبيا ومصر معًا، وشيد رمسيس الثانى سلسلة من القلاع الحصينة شمال غرب الدلتا بطول شاطئ البحر المتوسط فى برج العرب و العلمين و أم الرخم فى مطروح.

وتابع الدكتور ريحان بشرح من هم شعوب البحر الوارد ذكرهم فى الكشف الأثرى بأنهم مجموعة من المهاجمين البحارة الذين غزوا المدن الساحلية لحوض البحر المتوسط من 1276 إلى 1178 قبل الميلاد وركزوا هجماتهم على مصر وهاجمهم رمسيس الثانى وأغرق سفنهم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2