أكاذيب نتن ياهو .. والمقترح الأخير

أكاذيب نتن ياهو .. والمقترح الأخيرسعيد صلاح

الرأى8-9-2024 | 15:46

مراوغات مكشوفة، وحيل وأساليب باتت كلها مسار سخرية وانتقاد العالم كله.. أقصد تلك الأكاذيب التى أطلقها نتن ياهو، الإثنين الماضي حول محور فيلادلفيا وكونه يتم تهريب السلاح منه إلى غزة قادما من مصر .

الرد المصري على هذه الأكاذيب كان سريعا وحاسما، بعدها بساعات قليلة أصدرت الخارجية المصرية بيانا شديد اللهجة ترفض فيه ما قاله رئيس الوزارء الإسرائيلي "المهزوم "، المحاول بكل طريقة تشتيت انتباه الرأى العام الإسرائيلي عن فشله وخسارته، والمحاول بشتى الطرق، منع صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة، من أجل أن يضمن لنفسه بقاءً آمنًا، بعيدًاعن المحاسبة والمطاردة والقصاص.

فقد حملت مصر في بيانها، الحكومة الإسرائيلية، عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تعقيد الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.

وقد توالت ردود الفعل العربية والعالمية على تصريحات نتن ياهو حول المحور وجميعها كان رافضا لهذه التصريحات، ورافضا الزج باسم مصر بهذه الطريقة، وجميعها حذرت من مغبة التصعيد وعرقلة جهود المفاوضات، ولم ينته الأسبوع ولم تمر سوي أيام قليلة على الرد الدبلوماسي المصري الذي جاء عبر وزارة الخارجية، حتى كان هناك رد من نوع آخر أكدت فيه مصر على رفضها القاطع والحاسم لتصريحات نتنياهو، وأكدت فيه أيضا على رفضها أى وجود إسرائيلي فى محور فيلادلفيا أو معبر رفع من الناحية الفلسطينية.

هذا الرد كان عبر الزيارة التفقدية التي قام بها الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يوم الخميس الماضي،لإجراءات التأمين على الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى وبصحبته عدد من قادة القوات المسلحة، حيث تفقدوا منظومة التأمين لخط الحدود ومعبر رفح البرى، وقد أكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وهو على الحدود المصرية مع غزة، أن رجال القوات المسلحة "قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل".

لقد بدا من خلال التحركات المصرية الأخيرة، حقيقة ثابتة، وهي أن مصر لن تقبل المساس بأمنها القومي مطلقا أو أن يقترب أحدا من حدودها وممثلا لها أى تهديد من أى نوع، وأنها لن تتخلى عن أشقائها الفلسطينيين، ولن تدخر جهدًا من أجل العمل على نزع فتيل الأزمة فى المنطقة وإيجاد مسار سياسي واضح ومحدد بإرادة قوية صادقة لفرض السلام وإقرار الحل العادل للقضية الفلسطينية.

وكما هو واضح للجميع الموقف المصري والدور المصري والتحركات المصرية وغرضها، واضح أيضا للعالم كله التحركات الإسرائيلية والهدف الإسرائيلي خاصة فيما يقوم به "نتن ياهو" الذي يراوغ ويخادع الجميع وأكثر من خدعهم هو الرئيس الامريكي ، فقد خدع نتنياهو ، الرئيس الأمريكي جو بايدن ، فى المحادثات المتكررة والذي كان متفائلا بوقف نار وشيك فى غزة إلا أن الأمر ينتهي دائمًا إلى غير ذلك، وهو ما دفع إدارة بايدن إلى تقديم ما يسمي بـ "المقترح الأخير"، إلا أن الأمر قد يبدو من وجهة نظري صعب جدًا بسب الإصرار الشديد من قبل نتن ياهو على التمسك بأسلوب المراوغة والكذب، فهو يعرف أن " كامالاهاريس " فى مأزق، فإذا استمر فى الحرب فى غزة حتى النصر الكامل كما يدعي ويأمل، مع المزيد من الضحايا المدنين، فسوف تضطر "هاريس" إما إلى انتقاده علنا وخسارة الأصوات اليهودية أو خسارة أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين، وبما أن هاريس ستجد صعوبة فى القيام بأي من الأمرين، سيواصل نتنياهو تصعيد الحرب فعلياً فى غزة حتى الانتخابات لأنه، يريد فوز ترامب ويريد أن يكون قادرًا على إخبار ترامب أنه ساعده على الفوز"، وهو ما سيضمن حماية من نوع آخر ل نتنياهو حتى لا يدخل السجن.. إن الأمر يتطلب موقفا حاسماوإرادة قوية من الجميع، لنزع فتيل الأزمة وإقرار مفاوضات الهدنة.

أضف تعليق

قدرات الدولة المصرية و حماية الأمن القومي

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين