محسن عثمان يكتب: « إيدكس للصناعات العسكرية ».. ورؤية الرئيس الاقتصادية

محسن عثمان يكتب: « إيدكس للصناعات العسكرية ».. ورؤية الرئيس الاقتصاديةمحسن عثمان يكتب: إيدكس للصناعات العسكرية .. ورؤية الرئيس الاقتصادية

الرأى4-12-2018 | 13:52

تحدثنا كثيرًا عن العلاقه التي تربط الاقتصاد بالقوة العسكرية وأثبتنا من خلال بحثنا أن الاقتصاد والقوة العسكرية وجهان لعملة واحدة.

ولكن هناك سؤال دائمًا يواجه العسكريين هل الاقتصاد هو من يحرك القوة العسكرية أم أن القوة العسكرية هي من تحمي الاقتصاد؟.

إذا لم تتوافر القوة العسكرية لحماية الاقتصاد فلا جدوى وفائدة من الاقتصاد لأنه ببساطة شديدة سيكون مباحًا ومستباحًا من قبل قوى الشر والتطرف.

هناك رؤية اقتصادية واضحة لدى الرئيس السيسي وهي انه لم نستطع الصمود إذا لم نستمر في الصعود.

وبدأ يتحرك في عدة محاور، ومن هنا ظهرت فكرة إيدكس ٢٠١٨ للصناعات العسكرية والتي من وجهة نظري لها ثلاثة أهداف لا رابعة لها:

أولًا: أهداف سياسية

منذ ٣٠يونيو انقسم العالم ما بين مؤيد ومعارض للرئيس وهذه الدول بدأت تتخذ من الإجراءات التي بشأنها تعطيل وتيرة العمل في مصر من منع المعونات العسكرية وتصدير الإرهاب والجماعات المسلحة وتقليل الاستثمار وغيرها.

وجود هذه الدول الآن في إيدكس ٢٠١٨ وحرصها على التقاط الصور التذكارية مع الرئيس أكبر دليل على اعترافها بقدرة مصر على الصمود والتغلب على الصعاب والتعامل مع المواقف التكتيكية الطارئة لتحقيق أهداف استراتيجية مستقبلية.

وجود معرض مثل إيدكس في مصر ما هو إلا اعتراف رسمي من دول العالم بأن مصر تستطيع أن تقيم معارض دولية رفيعة المستوى، وأننا نمتلك المقومات الازمة لإقامة مثل هذه المعارض من شبكة طرق محترمة وفنادق لإقامة الزائرين ووسائل مواصلات محترمة فضلًا عن الأمن والأمان الذي يشعر به الزائر وحرفية تعامل القائمين علي الأمن في المواقف الطارئة.

ستتغير طريقة التعامل كثيرًا بعد هذا المعرض لأنهم سيعلمون أننا لدينا خطة نعمل عليها للوصول إلي قمة الهرم، وأن مصر بدأت وسوف تنطلق.

ثانيًا: أهداف عسكرية

يتيح هذا النوع من المعارض الفرصة للعسكريين والقائمين على مهمة تسليح الجيش للتعرف على أحدث ما وصل إليه العلم العسكري في التسليح.

تُعرض مصر خبرتها التي تجاوزت سبع سنوات في مواجهة الإرهاب وما توصلت إليه من تطوير معداتها العسكرية لمواجهة الإرهاب كي تستفيد بها باقي الدول لأنه لا يوجد الآن في العالم بلد محصنة من خطر الإرهاب، ولنا في فرنسا وبلجيكا مثال، بل وباقي أوروبا أيضًا.

وجود وزراء دفاع ورؤساء أركان دول أخرى في إيدكس ٢٠١٨ يعني أن كل هذه الدول سوف تعرض الشراكة مع مصر في إنتاج وتصنيع المعدات العسكرية لما تمتلكه مصر من إمكانيات تصنيعية هائلة سواء من خلال المصانع الحربية أو الهيئة العربية للتصنيع أو شركة البصريات.

فضلا عن نقل الخبرة التصنيعية لمختلف المعدات العسكرية، والخبرة التكنولوجية التي وصلت إليها مصر.

ثالثًا: أهداف اقتصادية

وجود ٣٧٣ شركة صناعات عسكرية في المعرض والتي قامت بتأجير أماكن لعرض منتجاتها وحجز غرف في الفنادق لإقامة أعضائها أتاحت الفرصة للتعرف على مصر مما ساعد في احتمالية إقامة هذه الشركات فروع لها في مصر وهو ما سيعود بدوره على تنشيط الاقتصاد المصري.

وجود أكثر من ١٠آلاف زائر في مكان واحد على أرض المحروسة وداخل العاصمة وشعورهم بالراحة والحرية في التنقل سيساعد على نقل صورة مشرفة لمصر في الخارج مما يجعل هؤلاء يتشوقون للعودة مرة أخرى.

وجود وزراء دفاع وممثلين عنهم لمعرفة آخر ما توصل إليه التصنيع المصري يعمل على إمكانية عقد صفقات لتصدير المعدات العسكرية المصنعة في مصر للخارج وخصوصا جناح محاربة الإرهاب لما نمتلكه من خبرة في هذا المجال.

إذا دعونا نعترف أننا أمام رئيس دولي وليس إقليميًا أو محليًا يحسب خطواته جيدا ويعرف كيف يتحرك في تموج فيه الإشكاليات ويتوحش فيه خطر الميليشيات؛ ليوجد مساحة كبيرة لبلده وسط هذا العالم المضطرب، ويسير وفقًا لنظرية موضوعه مسبقًا وهي أننا " لن نستطيع الصمود.. إذا لم نستمر في الصعود".

أضف تعليق