نساء يطرقن أبواب النجاح «19» ..أميرة بشادى التى قادها الفتح الربانى إلى عشق الخط العربى

نساء يطرقن أبواب النجاح «19» ..أميرة بشادى التى قادها الفتح الربانى إلى عشق الخط العربىنساء يطرقن أبواب النجاح «19» ..أميرة بشادى التى قادها الفتح الربانى إلى عشق الخط العربى

* عاجل5-12-2018 | 16:49

كتبت: أمل إبراهيم    
 " والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا وذكرك مقرون بأنفاسى ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا وأنت حديثى بين جلاسى ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــاس"
مثل درويش عاشق تتحدث عن تجربتها بكل تلقائية وتحكى كأن الأمر عادى وبسيط ولم يكن عجبًا أن تكون تلك الأبيات الصوفية من شعر الحلاج المفضلة لديها والمحفورة كما تقول على طاولة لديها وعلى بعض قطع الملابس والمفارش .
أميرة بشادى فنانة الخط العربى تحكى تجربتها وتقول :
منذ صغرى وأنا أحب الرسم والأعمال الفنية ، تأثرت كثيرا بصديقة العائلة الفنانة منى أبو النصر مبتكرة شخصية "بكار " وكانت لها بصمة واضحة فى حياتي .
كان من الطبيعى أن أختار الدراسة فى كلية فنون جميلة ولكن حتى ذلك الوقت لم تكن الملامح واضحة ولم يكن هناك أمر خاص بى أو شىء فنى محدد أميل إليه، وعندما وقع اختيارى لقسم تصوير جدارى فقط لأن الخامات كانت تعجبني، بعد التخرج عملت فى ترميم الآثار والمصادفة قادتنى للعمل ضمن مجموعة لترميم الآثار الإسلامية ،ومن هنا بدأت خبراتى من خلال توثيق الأثر بالرسم والتصوير وأيضا الترميم اليدوى وبرغم متاعب المهنة التى تضطرنا للوقوف على سقالات و ترميم الأسقف إلا أننى تأثرت كثيرا بهذا النوع من الفن وبدأت أراقب تغير شكل الحرف والعناصر الكثيرة التى يعمل عليها الفنان الإسلامى .
ولأننى من هواة التغيير اتجهت بعد تلك المرحلة إلى العمل فى تصميم الديكور حتى حان وقت اللحظة الفاصلة فى حياتى ، فى إحدى المرات كنت مدعوة إلى فرح وكنت أنظر إلى فستان السهرة الذى أرتديه ثم خطرت على بالى فكرة وقمت بتنفيذها كتبت على الفستان بيتا من الشعر يقول "  ما أطال النوم عمرا ولا قصر فى الأعمار طول السهر"، وكانت المفاجأة أن الفستان لفت نظر أغلب الناس فى الحفل وكان مثار إعجابهم وانطلقت فى كتابة عبارات على أغلب ثيابى التى تخصنى وبدأ الأمر يلفت انتباه الأصدقاء ويطلبون منى أن أكتب على ملابسهم باللغة العربية ، كانت الكتابة باللغة العربية  فى ذلك الوقت أمرًا غريبًا وملفتًا للنظر لأننا اعتدنا قراءة عبارات أجنبية فقط على الملابس.
فى تلك الفترة كانت بداية  انتشار فريق وسط البلد الغنائى ، وقمت بتصميم عبارات من أغانيهم على تيشرتات الشباب وارتدى أعضاء الفرقة  نفس التيشرتات التى كتبت عليها ..ولاقت الفكرة نجاحا ورواجا كبيرا .
مع بداية الكتابة بالخط العربى اكتشفت أن هذا النوع من الفن الذى أحبه واتجهت لدروس الخط العربى وتعلمت على يد الأستاذ "محمود إبراهيم " الذى كان يقوم بالتدريس دون مقابل .
لم يكن الهدف هو إنتاج قطع فنية فقط ولكن مايهمنى هو أن أقوم بتوظيف الفن بصورة واقعية أن نرتدى الملابس ونغسلها دون أن تتأثر ، لذا كنت أحرص على استخدام أفضل الخامات .
أطلقت على تلك المرحلة من عملى " الفتح الربانى"  لأنها كما أعتقد " فكرة طرقت الباب وحدها " ربما كان مخزون الحب للخط العربى يحتاج إلى منفذ كى يطلق تلك الروح المبدعة ، قررت  حينها أن أترك عملى فى الديكور مما أثار مخاوف والدتى وقلقها ولكن الأمر كان حتما يحتاج إلى تفرغ كامل بل ومساعدة أخريات أيضا واستعنت بخمس سيدات يعملن من خلال البيت ، كل واحدة تمثل خط إنتاج وجهزت مكانًا فى البيت لتوزيع العمل وعرض الأفكار وتصنيع المنتجات التى كتبت عليها عبارات عربية .
فى وقت ما بدأت أشعر أن هناك مزاجًا عامًا للبحث عن الهوية المصرية وكنت جزءا من هذا الأمر ، أرغب فى تحويل كل شىء إلى قصة أحبها أو جملة تعجبنى وتزاحمت الأفكار داخلى ولم يعد الأمر قاصرا بالكتابة على الملابس ولكن الأدوات المنزلية أيضا والزجاج وبدأت أتعلم فنون الطباعة على الزجاج وتنفيذ قطع قابلة للاستعمال والغسيل وتحمل الحرارة .
مصر بلد ثرية بتراثها الذى تتعدد فنونه وخاماته لذا يصعب فى الفن المصرى أن تحب لونا واحدا من التراث ، لم يعد البيت كافيا للعمل قمت أنا وزوجى بتأسيس شركة للمنتجات أطلقنا عليها اسم " شاكستا" وهو اسم خط فارسى رائع الشكل ، وبرغم أن زوجى كان مهندس بترول إلا أن سفره الدائم خارج مصر جعله يفضل أن يكون شريكًا لى ويقوم بإدارة الشركة التى كانت فى البداية تنقسم إلى قسم للإدارة وأخرى للعرض ومع التوسع أصبح لدينا مؤخرا معرض خاص بعيدا عن الشركة "
تقول أميرة : الصناعات الصغيرة هى وقود الدول لأنها ليست مجرد منتجات ولكنها جزء مهم من تراث البلد الذى يجب أن نحافظ عليه ونعمل على أن يستمر فى حياتنا وحياة الأجيال القادمة .
بوصفها امرأة ناجحة سألتها عن معنى النجاح وتعريفه ، ضحكت فى خجل وصمتت ثم قالت النجاح هو ذلك الإحساس الهادىء بالنشوى الذى يعقب لحظات الانتهاء من  أى منتج يدوى ينال الإعجاب ويحظى بالقبول ..
النجاح هو أن تعمل بحب وأن تكون هوايتك هى مجال صناعتك ، وأن ترى أن الوقت الذى تقضيه فى عمل منتج يأتى بنتيجة مثمرة لك وللآخرين ، أن تكسب ثقة الناس ويبحثون عنك وعن قطع من تصميمك، النجاح بالتأكيد هو الاستمرارية ، الأمر ليس مجرد تجربة ربما تنجح أو تفشل أو تقابل صعوبة تجعل الإنسان يتراجع أو يتوقف، الاستمرارية رغم كل الصعوبات أو المعوقات هى أكبر دليل على النجاح ، إن كلمات الإعجاب التى نسمعها من خلال من يشترى أو يشاهد المنتجات  ليست مجرد كلمات بل يمكن أن نسميها انتصاراتنا الصغيرة .
[gallery type="slideshow" size="large" ids="210692,210693,210694,210695,210696,210697,210698,210699,210700,210690"]
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2