شهدت جامعة العقبة للتكنولوجيا بالمملكة الأردنية الهاشمية انطلاق فعاليات الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي الخامس الذي يأتي بعنوان: "إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات" الذى ينظمه معهد إعداد القادة بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية و جامعة العقبة للتكنولوجيا.
يأتي "البرنامج" برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، والدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأردني، الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور محمد الوشاح رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا، والدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، وبحضور السيد جمال أبو عميرة القنصل المصري في مدينة العقبة.
ويقام البرنامج تحت إشراف الأستاذة لينا البيطار مدير الإدارة العامة لاتحاد الجامعات العربية، الأستاذة دينا أبو رزق منسق شئون اتحاد الجامعات العربية، الدكتور محمود الكركي مدير العلاقات العامة ومنسق البرنامج التدريبي من جامعة العقبة للتكنولوجيا، الدكتور حسام الشريف وكيل معهد إعداد القادة بمصر.
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي بطابور عرض للدول المشاركة، والذي ضم 16 دولة عربية. شملت الدول المشاركة مصر، الإمارات، قطر، البحرين، سلطنة عمان، العراق، جزر القمر، الصومال، المغرب، تونس، لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، ليبيا، واليمن، مما يعكس التنوع والتمثيل الواسع للعالم العربي في هذا الحدث المهم.
ويأتي هذا البرنامج التدريبي بناءً على توجيهات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي أكد على أهمية المشاركة في مثل هذه البرامج التدريبية. وشدد الوزير على دور هذه البرامج في دعم جهود إعداد كوادر قيادية مؤهلة، قادرة على دفع عجلة التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعربي.
وتعمل وزارة التعليم العالي المصرية باستمرار على دعم الشباب المصري والعربي وصقل مهاراتهم من خلال برامج متنوعة تهدف إلى تأهيل الشباب ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وكذلك إتاحة الفرص لهم للمشاركة في مختلف الأنشطة الطلابية.
ويأتي هذا النهج في إطار استراتيجية الوزارة الشاملة لتمكين الشباب وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عمرو عزت سلامة أن البرنامج التدريبي يحمل عنوانًا في غاية الأهمية، خاصة في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها العالم بسبب الثورة الصناعية الرابعة، والاتجاه السريع نحو الثورة الصناعية الخامسة، مؤكدا على أن هذه المرحلة تعيد تعريف كل ما نعرفه عن الصناعة والاقتصاد والحياة اليومية، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الوطنية والعالمية.
وشدد الدكتور "سلامة" على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل تحول إلى قوة محركة للتغيير في جميع جوانب الحياة، مما يفرض علينا التفكير في كيفية استثمار هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول وفعال، مضيفا أن هدف هذا البرنامج التدريبي هو تمكين الطلاب من المهارات القيادية والاستراتيجية والأخلاقية التي تُمكنهم من دمج هذه المجالات في إطار شامل يحقق الأمان والابتكار معًا.
وأكد "سلامة" على الحاجة إلى قادة قادرين على التفكير النقدي، واتخاذ القرارات المبنية على القيم الإنسانية، واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام، وأشار إلى أن تنظيم هذا البرنامج التدريبي الخامس لتأهيل الطلبة على مهارات القيادة في الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات يأتي في إطار حرص اتحاد الجامعات العربية على دعم دور شبابي فاعل ومؤثر، وتحقيق رؤيته في تزويد الخريجين بالمعرفة والمهارات اللازمة لخدمة مجتمعاتهم المحلية والإقليمية.
واختتم "سلامة" بالتأكيد على أهمية الشراكة والتعاون على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، مشيرًا إلى أن تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع معهد إعداد القادة يسهم في تعزيز التواصل والتشبيك بين الشباب في كل مكان.
وأعرب الدكتور محمد الوشاح عن سروره لاحتضان جامعة العقبة للتكنولوجيا البرنامج التدريبي "قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات" بمشاركة طلبة مميزين من عدة دول عربية شقيقة، وأكد على أن ما يثلج الصدر أيضًا هو أن تكون جامعة العقبة للتكنولوجيا ملتقى للعلم والمعرفة ومكانًا لتبادل الخبرات والثقافات بين الطلاب من كافة الدول العربية المشاركة.
وشدد الدكتور الوشاح على إيمانه الراسخ بأن بناء المستقبل لا يكون إلا بتوظيف المعرفة والعلم، مشيرًا إلى أهمية العلم الواسع الذي نشأ بنشأة الخليقة وحفظته الكتب السماوية، وأضاف أن المعرفة هي الأداة التي نستطيع من خلالها تقييم حاضرنا وبناء مستقبلنا.
وأكد الوشاح على أهمية تعزيز المعارف اللازمة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، موضحًا أن ذلك يعزز قدرة الطلاب على مواجهة التحديات التقنية المستقبلية ويسهم في تطوير البنية التحتية الرقمية في العالم العربي.
وبدوره، نقل الدكتور كريم همام تحية وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، مشيرًا إلى أن البرنامج يُعد نقطة تحول في التعاون العربي المُشترك، وأوضح أن البرنامج يهدف إلى تمكين الشباب العربي من مواكبة التغيرات السريعة في العالم الرقمي والمعلوماتي، ويسعى إلى بناء قدراتهم في مجالات الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات.
وأكد الدكتور "همام" أن البرنامج يتجاوز الدروس النظرية إلى تطبيقات عملية، مما يؤهل المشاركين ليكونوا قادة المستقبل في هذه المجالات الحيوية.
وشدد الدكتور "همام" على أن الشباب العربي يمكنهم رسم ملامح مستقبل مشرق للمنطقة بأفكارهم الابتكارية وإبداعاتهم، والمُساهمة في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستدامة، كما أكد على دور البرامج التدريبية في إعداد جيل من القادة القادرين على قيادة التحول الرقمي في المنطقة العربية، مشددًا على أهمية الاستثمار في الشباب كركيزة أساسية للتنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور "همام" المشاركين إلى الاستفادة القصوى من هذا البرنامج، والمشاركة الفعالة، مؤكدا على أن الشباب هم مستقبل أمتنا، وأن المسؤولية تقع على عاتقهم لإحداث التغيير الإيجابي في عالمنا.
واختتمت الفعاليات بعرض فني مميز قدمته فرقة العقبة للتراث الوطني، حيث أبهرت الحضور بأداء يعكس الثقافة والتراث الأردني الأصيل.
وعقب العرض، تم افتتاح معرض التراث الفني والشعبي للدول المشاركة، والذي شكل منصة ثقافية فريدة لعرض الموروث الحضاري والفني لمختلف الدول العربية، وضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال التي تجسد الهوية الثقافية لكل دولة، ويسهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول العربية المشاركة.
ويُعد هذا المعرض جسرًا للتواصل الحضاري، الذي يبرز التنوع الثقافي الغني في المنطقة العربية ويعزز الهوية المشتركة، مما يسهم في تقوية أواصر الأخوة والتعاون بين الشعوب العربية.
وفى ختام الجلسة الافتتاحية تم تبادل الدروع .
واستكملت فعاليات اليوم الأول من البرنامج بانطلاق محاضرة بعنوان "القائد الكاريزما ومهارات القيادة اللازمة لبناء الشخصية"، قدمها الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة بمصر، حيث قدمت هذه المحاضرة للمشاركين رؤية شاملة عن مفهوم القيادة الكاريزمية وأهميتها في بناء شخصية قيادية فعالة، مزودة إياهم بأدوات عملية لتطوير مهاراتهم القيادية.
وتناول الدكتور "همام" في محاضرته مفهوم الكاريزما، وقدم نصيحة قيمة للطلاب قائلاً: "كي تكون علاقاتك ناجحة ولديك شخصية جذابة، يجب عليك الالتفات إلى مشاعرك". كما شرح خارطة التواصل، محذرًا الطلاب من خطورة المشاعر السلبية على تخطيطهم للمستقبل، سواء كان مصدرها أشخاصًا أو أماكن أو ذكريات.
وعرف الدكتور "همام" الشخصية القيادية الكاريزمية بأنها تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية: الكلمات، نبرات الصوت، ولغة الجسد.
وقدم سبعة مفاتيح لبناء هذه الشخصية وهي: كن واضحًا، الاختصار، كن لبقًا، استخدم الألفاظ الصحيحة، كن متناقضًا، ابتكر البدائل، واصنع الألفة.
وفي ختام المحاضرة، سلط الدكتور "همام" الضوء على خمس قواعد أساسية للكاريزما وهي: السعي خلف الأشياء التي تريدها، عدم منع الآخرين من تحقيق أهدافهم، تحمل المسؤولية عن أفعالك، الاعتناء بالآخرين، وكن آخر من يتحدث، وتحلَّ بالتواضع.
ثم انطلقت محاضرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في مواجهة التحديات المجتمعية، وحاضر فيها الدكتور سفيان القسايمة، الأستاذ ب جامعة العقبة للتكنولوجيا، حيث تناولت المحاضرة عدة محاور رئيسية، من أبرزها دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم.
كما تم التطرق إلى كيفية استثمار التكنولوجيا في حل المشكلات، إضافة إلى مناقشة الأطر الأخلاقية والقانونية التي يجب اتباعها لضمان استخدام آمن ومسؤول لهذه التكنولوجيا.