مهما بلغت قدرة أي شخص على الكذب أو الخداع أو إخفاء الحقيقة فإنه لابد وأن يأتي وقتٌ وتظهر الحقيقة وينكشف الكاذب مهما طال الوقت والزمن.. ومهما كانت براعة الكاذب في أحباك الكذبة.
وهناك حكاية شهيرة يستخدمها " الإسكندرانية " كمثال دامغ على الكذب.. وأنه لابد وأن يأتي وقت وينكشف الكاذب وتظهر الحقيقة.
وهي حكاية "أم لطفي".. وهي قصة حقيقية حدثت في الأربعينيات .. ومن ساعتها يستخدم الإسكندرانية مصطلح "أم لطفي" كناية على الخداع والكذب.
و"أم لطفي" هي السيدة نعيمة محسن القللي.. وكانت سيدة شعبية من حواري السيالة بمنطقة بحري بـ الإســـكندرية .. وكانت متزوجــــة من الحاج حودة لطفي الهردي أكبر " قومسيونجي " في الأربعينيات.
وكان الحاج حودة متزوجا من 3 نساء قبل السيدة نعيمة ، لكن خلفتهم بنات بينما الحاج حودة يحلم بالولد الذي يحمل اسمه.. فقام الحاج حودة بشراء سيارة آخر موديل وقتها لتكون هدية لمن تنجب له الولد من زوجاته الأربعة.
وتوصلت السيدة نعيمة لحيلة وهي إخباره بأنها حامل.. واتفقت مع "أم حسن" الداية على خطف مولود "ولد" من إحدى زبائنها.. ونجحت الخطة وأوهمت السيدة نعيمة زوجها بأنها أنجبت الولد الذي انتظره كثيرًا وكثيرًا.. حيث أطلقت عليه اسم "لطفي".
وحينها استحقت السيدة نعيمة السيارة وكانت أول سيدة في بحري بـ الإسكندرية تمتلك سيارة.. وكانت مغرمة باستعمال إضاءة السيارة "الرعاش" بصفة دائمة حتي اشتهرت في جميع أنحاء الإسكندرية بـ "أم لطفي اللي بتنور وتطفي".
وبعد مرور السنين عندما أحست "أم حسن" الداية بسكرات الموت أخبرت الحاج حودة بالخدعة والكذبة التي وقع فيها.. وانتشرت القصة في أنحاء الإسكندرية .
ومن ساعتها ويستخدم " الإسكندرانية " مصطلح عند "أم لطفي اللي بتنور وتطفي" كناية على الخداع والكذب.
وهذا يؤكد بأن الكذب "ملهوش رجلين" كما يقول المثل الشعبي الدارج ولابد أن تنكشف الحقيقة مهما طال الوقت أو الزمن.. و"مفيش" أحسن من الصدق.
والحقيقة أنها حكاية توقفت أمامها لما تحمله من معان كثيرة، أولا أن البعض يشعر بالنقص إذا لم يخلف ولدا، وثانيًا إن البعض قد يلجأ إلى الكذب.. إذا لم يحقق أمنية أو حلما كان يتمناه.. وثالثًا إن الشخص الصادق دائما ما يتميز بقوة الشخصية عن الشخص الكاذب.
ومن الآخر كده.. مفيش أحسن من الصدق.. فهو منجي.