" حبيبي دائما " بين السينما و الواقع !

" حبيبي دائما " بين السينما و الواقع !محمد رفعت

الرأى22-9-2024 | 15:08

لم يكن غريباً أن أستمع لتصريح الفنانة مي نورالشريف وهي تقول إن والدتها الفنانة بوسي لم تعد تريد العمل أو الظهور علي الشاشة، لأن ذلك الأمر ليس جديداً، فقد فقدت الشغف بالفن والحياة نفسها منذ رحيل حب عمرها ورفيق مشوارها الفنان العبقري نور الشريف .

تزوج نور و بوسي عام 1972، واستمرت حياتهما ناجحة إلي أن شهد الحب القوي زلزالاً قوياً عام 2006 فانفصل الزوجان، ولكن ظلت علاقتهما متينة، ولم تشهد تراشقاً متبادلاً بين الزوجين، إنما بقيا أشبه بصديقين وفيين.

وكان نور يساندها في كل ما تحتاج له، ووقف بجانبها عندما توفيت والدتها، وأظهرت بوسي مدي حبها ووفائها الشديدين لنور، حين ساندته في أزمته الصحية، فلازمته في مراحل علاجه، وكانت ترافقه مع ابنتيهما سارة ومي إلي الخارج لتلقي العلاج، وكما شكل خبر طلاقهما مفاجأة صادمة لمحبيهما، شكل خبر عودتهما كزوجين مفاجأة سعيدة لهم.

وما يزال فيلم «حبيبي دائماً» الذي أُنتج عام 1981 ، وتم اختياره مؤخراً من جانب لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي كأفضل فيلم رومانسي في تاريخ السينما المصرية، يحتل مكانة خاصة لدي جمهورهما باعتباره أبرز دليل علي ثنائيتهما الرومانسية الجميلة التي باتت مفقودة في غالبية الأعمال في الوقت الراهن.

ويُعتبر حبيبي دائما ، ملخصاً صغيراً لقصة الحب الجميلة التي جمعت بينهما في حياتهما الواقعية، فبطلا الرواية لم يفرقهما سوي الموت، وهو المشهد الذي قدمه المخرج الكبير حسين كمال علي شاطئ البحر لتموت البطلة بين يدي البطل، هذا المشهد تحقق أيضا علي أرض الواقع، عندما مات نور الشريف بين يدي بوسي داخل أحد المستشفيات الخاصة، بعد رحلة صراع مع المرض استغرقت ما يقرب من 4 سنوات.

وعلي الرغم من أن عودة «العاشقين»، كانت بعد فترة انفصال 9 سنوات، إلا أن بوسي لم يبعدها انفصالها عن نور الشريف، بل كان هذا الابتعاد جسديا فقط، ولكنه زاد من ترابطهما الروحي.

ولم يكن فيلم « حبيبي دائما »، هو الوحيد من كلاسيكيات السينما المصرية ، الذي جمع نور و بوسي الثنائي الأشهر في السينما المصرية ، بل هناك أيضا عدة أفلام كانت علي قدر كبير من الأهمية والعبقرية، والاحترافية سواء من خلال أداء الاثنين فيها أو القضايا الاجتماعية التي تطرحها هذه الأعمال مثل أفلام «آخر الرجال المحترمين»، للكاتب الكبير وحيد حامد، و»لعبة الانتقام»، للمخرج محمد عبد العزيز، وأخيرا «العاشقان»، والذي خاض من خلاله الشريف تجربة الإخراج للسينما.

وتدور الأيام... فتعود لنهاية « حبيبي دائماً » ولكن بتبادل الأدوار فتحتضن « بوسي » هذه المرة جثمان حبيبها وتنظر إليه نظرة وداع بعين غارقة في بكائها، وقلب تائه في أحزانه، فيموت الحبيب ويترك حبيبته وراءه مع ثمرتي حبهما ابنتيهما «سارة» و«مي»، وتنسحب بوسي من الوسط الفني لتعيش علي ذكري الحبيب!

أضف تعليق

أكتوبر .. تفاصيل الحكاية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا