لا زال اسم اكتوبر مرتبطا بالنصر واستعادة العزة والكرامة والتخطيط المحكم لكل إدارة الدولة وترابطها الرسمي والشعبي وفي تقديري أن المشاركة والاستعداد والروح القتالية العالية المحفورة بقناعة تحقيق الأهداف كانت عناوين المرحلة ومنذ صدور عددها الأول في 31 أكتوبر 1976م، وهي عنوانا للنصر ونحن متمسكين بمضمونه في كل مناحي الحياة، فما أجمل أن تصنع المستقبل بعد قراءة التاريخ بكل تفاصيله وتستمد منه كل القوة والأمل إيذانا بفجر جديد لمواجهة كل التحديات التي تحاصر الوجود وهنا لسنا منحاذين لـ مجلة أكتوبر قدر التأمل في نتائج زيارة التاريخ لاستكمال مسيرة العطاء والإبداع مهما كانت عناوين المستحيل لأننا أجيال عاشت وعملت بكل جد واقتدار وهي عصية علي الانكسار أو التراخي والاستسلام وإنما جيل ينحت في الصخر وعيونه مفتوحة علي مصر لا سواها في زمن تغييرت المفاهيم والتقاليد وسط حروب الكلمة والصورة والأحداث التي اختلط فيها الحق بالبطال إلا أن الحقيقة وحدها والانفراد والسعي الدءوب بات يلاحق جيل الشباب أسوة بما مضي ونحن نحتفل بصدور العدد 2500 ، نضيئ شمعة في أفق الثقافة الذي لا نهاية له، وتعلي صوت الإبداع المتجذر في أرضنا ، لقد كانت أكتوبر وما زالت شريكا في الفكر التنويري ، والأدب الرفيع، والفن الراقي، حتي في ظل وجود إصدارات كثيرة تنافس في المجال إلا أن الالتزام بما يخدم أهداف الوطن كان نصب أعيينا قبل تحقيق مكاسب شخصة ولما لا ونحن نقرأ في التاريخ حرص الرئيس الراحل محمد أنور السادات علي تقديم الأفضل في مجال الصحافة والسياسة وكل المجالات بما يخدم الاجيال وبروح قتالية عالية.
من عمل مع الراحل الأستاذ أنيس منصور حتما سيجد نفسه في غرفة عمليات لاعلاقة لها بتوقيت دوام أو أسباب تتعلق بصعوبة الحياة وإنما تحويل عدم القدرة إلي إنجاز ونجاح وأن الفشل أو الإخفاق ليس نهاية وإنما هما وقود للإنجاز وطاقة جبارة للعمل والإبداع وهنا أتذكر نفسي في إحدي القمم العربية والتي عقدت في مدينة شرم الشيخ وقد حصلت علي حوار انفراد مع رئيس العراق ولكن طلب مني أن أرسله في الحال وأنا في الطريق إلي مقر إقامتي فما كان مني إلا أن جلست علي الرصيف وفي ضوء عامود النور كتبت الحوار كله وطلبت من أحد مساعدتي فأبلغني أن وقت دوامه انتهي ولكنني وبإصرار كبير صممت علي إنجاز مهمتي باقتدار ولهذا أقول يجب التحام جيل الشباب مع بعضهم البعض ومع الشيوخ وصولا إلي تحيق الهدف لأن المرحلة حاليا لا تتحمل التراخي أو الاعتماد علي الآخر وإنما علي سواعدنا وعقولنا والإمكانيات المتاحة والتي تعد حاليا أفضل من عقود مضت.