البناء الإنساني لـ العامل

البناء الإنساني لـ العاملمحسن عليوة

الرأى25-9-2024 | 00:55

بناء الأفراد وإصلاحهم واستقامة سلوكهم يُعتبر مدخلاً هاماً لصَلاح حياتهم ، وقوتهم فى مواجهة معارك الحياة اليومية لخوض غمار التحديات بقوة وثقة فى النفس وتأهلهم لخدمة مجتمعاتهم وتحقيق أهداف نموه وتنميته .

وأى بناء لابد له من أساس فإذا تم البناء بغير أساس كان سريعاً ما يتهدم هذا البناء وهذا الأساس هو الأخلاقيات والقيم المجتمعية المستمدة من الشرائع السماوية ، من الأسرة والمسجد والمدرسة ، وكل ما يُزيد مقومات القيم، ، هذا الأساس هو ما يتم البناء عليه بناء على أساس صحيح ، يُحصن المجتمع من الانحراف عن الفطرة التى فُطر الإنسان عليها ، بناء على أساس يقى الفرد والمجتمع من الانزلاق إلى ما يضر بمكونات وبيئة المجتمع .

هذا البناء يجب أن يكون ممنهجاً فى كل المؤسسات والهيئات الحاضنة للنشئ بخطط منبثقة من المبادئ والقيم المجتمعية الأصيلة .

ومن الواجب بل من الضرورة بمكان أن يتولى هذا البناء ويقوم بالإعداد له وتخطيطه وتوجيهه وتطويره ومراقبته وتقويمه...من يحملون هموم الوطن لا من يتاجرون بألامه واحلام ابنائه هؤلاء الذين يتمتعون بنظرة شاملة و كفاءة عالية ودراية كافية ووطنية حقيقية لا هم لهم الا الوطن وابنائه .

و يُعد العمال هم الوقود الأساسى لبناء المجتمعات وتطويرها فى كل مناحى الحياة وهم بُناة ماضى الأمم وحاضرها وهم أعظم مورد طبيعى تمتلكه الأوطان ، كما أن إزدهار اى مجتمع مرتبط بشكل مباشر بقوته البشرية.

ولكى نتمكن من البناء الانسانى الحقيقى للعامل فلابد من توافر عدة أمور منها على سبيل المثال تعليماً جيداً ، وتاهيلاً فكرياً و مهارياً وافياً وبناءاً صحياً وجسدياً وعقلياً سليماً يجعله صانعاً ماهراً منتجاً .

لابد من بناء الجوانب العقلية والمعرفية والتربوية والسلوكية للعمال للوصول الى عامل منتج فى بيئة صحية سليمة و يجب على القائمين بهذا الأمر أن يرتكز أدائهم مع العمال بأفكار متناسقة مع مستويات ثقافتهم ومؤهلاتهم العلمية ، وان تكون مسئولية تأهيلهم موزعة على كل مؤسسات المجتمع ، وأن يُساهم الجميع بقوة ودقة وفاعلية حتى يجد العامل البيئة الملائمة لإجادة العمل وزيادة الإنتاجية .

لابد من توافر العومل التى تحقق الرضا الوظيفى للعمال و الرضا الوظيفى هو الشعور الإيجابى الذى يشعر به الموظف تجاه عمله نتيجة تحقيق رغباته وأحلامه وطموحاته فى سعيه نحو التميز

والرضا الوظيفى هو أحد أسباب التوافق النفسى للعامل بمعنى توافر ما يتطلبه لأداء الأعمال المطلوبة منه والمكلف بأدائها سواء كانت وسائل مادية أو معنوية ، ولهذا تأثير هام لتحقيق الرضا الوظيفى والتى بدورها تُزيد من إنتاجية العامل ومن ثم المنشأة .

وهناك عوامل تؤثر بشكل مباشر فى تحقيق الرضا النفسى لدى العاملين مثل كفاءة المشرفين والرؤساء المباشرين و الاندماج مع الزملاء فى العمل حيث أن العامل انسان والانسان كائن اجتماعى بطبعه ، والرضا عن طبيعة العمل وهو أحد العوامل التى تحقق رضا العمال حيث انه إذا أحب العمال العمل الذين يعملون به كان ذلك دافعاً لإتقانه.

وتكمن أهمية الرضا الوظيفى في الأداء الايجابى للعاملين، حيث تزيد إنتاجيتهم بشكل كبير ويقل معدل دوران الغياب والانقطاع عن العمل ، و هناك العديد من العوامل المؤثرة فى تحقيق الرضا الوظيفى كالعلاقة الطيبة الزملاء والرؤساء و جاهزية مكان العمل والاجور والحوافز المادية والمزايا العينية ومهام الوظيفة ، والفرص المتاحة للترقى .

وهنا على العامل ان يكون مجتهداً فى عمله جاداً فى التزامه محافظاً على وقت ومعدات العمل منتمياً ومحباً لمنشأته ومحافظاً على أدواته .

وعلى العامل ايضاً ان يكون متفانياً فى محبة وطنه محافظاً على مقدراته عاشقاً لترابه ، وقد حددت المادة (56) من قانون العمل 12 لسنة 2003 ما يجب على العامل مثل :

- أن يؤدى بنفسه الواجبات المنوطة به بدقة وأمانة وذلك وفقا لما هو محدد بالقانون ولوائح العمل وأن يبذل فيها عناية الشخص المعتاد .

- أن ينفذ أوامر وتعليمات صاحب العمل الخاصة بتنفيذ الواجبات التى تدخل فى نطاق العمل المنوط به فى غير مخالفة للقانون .

- أن يحافظ على مواعيد العمل، متبعاً للإجراءات المقررة فى حالة التغيب عن العمل أو مخالفة مواعيده .

- أن يحافظ على أدوات أو أجهزة أو مستندات أو أية أشياء أخرى، وأن يقوم بجميع الأعمال اللازمة لسلامتها ويلتزم بأن يبذل فى ذلك عناية الشخص المعتاد .

- أن يحسن معاملة صاحب العمل وأن يحترم رؤساء وزملاءه فى العمل وأن يتعاون معهم بما يحقق مصلحة المنشأة التى يعمل بها .

- أن يحافظ على كرامة العمل، وأن يسلك المسلك اللائق به .

- أن يراعى النظم الموضوعة للمحافظة على سلامة المنشأة وأمنها .

- أن يحافظ على أسرار العملو أن يخطر جهة العمل بالبيانات الصحيحة المتعلقة بمحل إقامته وحالته الاجتماعية وموقفة من أداء الخدمة العسكرية .

- أن يتبع النظم التى يضعها صاحب العمل لتنمية وتطوير مهاراته و خبراته مهنياً وثقافياً أو لتأهيله للقيام بعمل يتفق مع التطور التقني فى المنشأة بالاشتراك مع المنظمات النقابية المختصة .

ان بداية العمل الجاد للتنمية البشرية وبناء ما تهدم من سلوكيات الأفراد كفيل بأن يُعيد لمصرنا الحبيبة الوجه الراقى لسوكياتنا والحفاظ على مصرنا الغالية بالاستثمار الأمثل فى رأس المال البشرى من خلال برامج عمل تستهدف تنمية الإنسان بتكاتف كافة أجهزة ومؤسسات الدولة ل ترسيخ الهوية المصرية .

حفظ الله مصر

أضف تعليق