هكذا خرج العبد الفقير إلي ربه ومعه خِطاب رسمي من جريدة مصر يطالب بمنحه تصريحاً وكارنيهاً لتغطية المُؤتمر. ليلة المؤتمر قابل العبد لله في ميدان التّحرير بعضاً من أصدقائه الأمريكيين وقدّموا له واحدة منهم بأنها صحفيّة من الواشنطن بوست جاءت لتغطيّة المؤتمر فقال لها إذن نتقابل صباح الغد في مينا هاوس . في أول يوم للمؤتمر وصل العبد الفقير إلي مينا هاوس حوالي الثّامنة صباحاً وأنهي إجراءات الدّخول وكانت الصحفيّة الأمريكيّة موجودة فقال لها بشهامة المصريين المعهودة ماذا تشربين فرفضت ثمّ قالت بعد إلحاح أوكي فرنش كوفي ومعناها قهوة فرنسيّة.
كانت هذه أول مرة يسمع فيها اسم هذا النوع من القهوة وبعد أن شربا الفرنش كوفي وهي عبارة عن قهوة نسكافيه مع الحليب ذهب ليدفع فقيل له إن الثّمن جنيهان فتوجّه بالحمد لمولاه لأنّ هذا المبلغ كان كل ما في جيبه في ذلك اليوم.. وهو لم يتوقّع ذلك المبلغ لأن أتخن فنجان قهوة في المقاهي المصريّة حينها لم يكن يتجاوز عشرة قروش .. لكن ماذا يفعل إنّه ال مينا هاوس يا سيّدي.
المهم أن العبد الفقير أصبح مُفْلسا من أول أيام المؤتمر حين بدأ المؤتمر الرّسمي وكان يحضره كل من مصر و الولايات المتّحدة و إسرائيل ، وقد لوحظ الغضب الشديد والاحتجاجات من جانب الوفد الرّسمي الإسرائيلي ومعهم الصحفيون الإسرائيليون حين وجدوا علي مائدة المُفاوضات مقاعد مُخصّصّة لوفد يمثّل منظّمة التحرير الفلسطينيّة . رغم احتجاجات الوفد الإسرائيلي كان الزعيم السّادات ومعه كل المصريين حريصين علي حضور وفد فلسطين للمطالبة بحقوقهم لكنهم ببالغ الأسف لم يحضروا.
تراجع الإسرائيليون بعد أن أعلن الزعيم الفلسطيني وقتها بأنه لن يحضر ولن يُرسِل وفدا إلي مينا هاوس.
وقد ذكر سفير فلسطين في القاهرة أنّ عدم حضور أبوعمّار وقتها كان من أحد الأخطاء الفادحة.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا