51 عامًا مرت "كلمح البصر" على نصر أكتوبر والذى يعد من أكبر الانتصارات فى العصر الحديث لواحدة من أهم الحروب التى لا تزال أحداثها عالقة فى أذهاننا، خاصة بين أجيال الستينيات والسبعينيات.. لما شهدته من بطولات خارقة لقواتنا المسلحة تفوق الخيال وتصل لحد المعجزات بدون مبالغة.
ويأتى على رأسها عبور قواتنا المسلحة لأصعب مانع مائى.. وأكبر ساتر ترابى أقامه العدو الإسرائيلى على طول القناة والذى أكد الإسرائيليون – وقتها – باستحالة اقتحامه.. ووصفه الأمريكان بأنه يحتاج إلى 3 قنابل نووية لكى يتم اقتحامه.. لتنجح قواتنا المسلحة فى اقتحامه فى 6 ساعات والعبور إلى الضفة الأخرى.. وسط ذهول العالم كله.. محققة المستحيل واللامعقول بشهادة العالم كله.
هذا غير ما شهدته الحرب من معارك طائرات ودبابات وبوارج بحرية شرسة تفوقت فيها قواتنا المسلحة.. ونجاح المقاتل المصرى فى صيد دبابات العدو الإسرائيلى "كالذباب" باستخدام مدفع محمول صغير اسمه "الأربجيه".. وأسر المئات من القادة العسكريين والجنود الإسرائيليين.
ومهما ذكرنا من بطولات.. فإننا لن نستطع حصرها بالكامل.. لتتزلزل الأرض تحت أقدام الإسرائيليين الذين طلبوا النجدة من الأمريكان لإنقاذهم من أيدى المصريين.. ولولا التدخل الأمريكى لكانت قواتنا المسلحة قد دخلت " تل أبيب ".
هذا هو الجيش المصرى الذى لا يعرف المستحيل.. وتجده عند الشدائد.. والسر فى قوته ترجع لعقيدته القتالية وقوة انتمائه عن أى جيش آخر.
واحتفال هذا العام بالنصــر يختلف عن الأعوام السابقة، حيث يأتى مواكبًا لإفشال مصر للمخطط الإسرائيلى بتهجيز الفلسطينيين إلى سيناء .
وما يعطى احتفالات هذا العام مذاقا خاصا وعى الشعب المصرى ضد محاولات زعزعة الاستقرار، فضلاً عما تشهده البلاد من مشروعات قومية غير مسبوقة من طرق وكبارى وقطارات كهربائية فائقة السرعة ومدن جديدة.. وتقوية الجيش وتزويده بأحدث الأسلحة.
كل هذا يعطى مذاقا لاحتفالات هذا العام بنصر أكتوبر 1973.. ويعطى رسالة للعالم بأن مصر 2024 ازدادت قوة عسكرية عما كانت عليه عام 1973.. وأنها فى طريقها لتكون دولة كبرى.
فطول ما جيش مصر بخير مصر وشعبها سيكونان فى أمان .. ومهما قلنا لن نعطى قواتنا المسلحة حقها فهى التى حافظت على مقدرات هذا الشعب بدءًا من انتصار أكتوبر 1973 إلى إنقاذ مصر من ثورات الربيع العربى 2011 لإسقاط الدولة وحتى حربها الشرسة ضد الإرهاب فى سيناء وضد الحروب الخفية التى تشهدها بين الحين والآخر.
تحية خاصة لقواتنا المسلحة فى عيد انتصارها.. وتحية لبطل هذا النصر الأسطورى الرئيس الراحل السادات .