عقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، المقابلات الشخصية لمدرسي ووعاظ الأزهر الشريف كمرحلة أخيرة لاختيار المتقدمين ل مسابقة الابتعاث العام إلى دول العالم، بمقر مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وقال وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، إن لجنة المقابلات الشخصية كمرحلة أخيرة من مراحل الاختيار تستهدف الكشف عن السمات المميزة لشخصية المتقدمين فضلًا عن الثقافة والمعرفة العامة لاختيار أفضل العناصر المتقدمة لتمثيل مصر و الأزهر الشريف في مختلف دول العالم، مضيفًا أن مبعوث الأزهر الشريف لابد وأن يكون على قدر عالٍ من المعرفة والإلمام بتحديات العصر، حيث يمثل المنهج الوسطي الأزهري الذي يرسخ للاعتدال والتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام التعددية، وكيفية مواجهة التحديات المعاصرة التي تختلف باختلاف المجتمعات والدول والثقافات.
ويعتبر الابتعاث الخارجي لدول العالم يمثل أحد ركائز رسالة الأزهر الشريف والتي يولى لها اهتمامًا خاصًا بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب – شيخ الأزهر، لما يقوم به المبعوثون من أدوار مهمة سواء على المستوى التعليمي أو الدعوي، بغية الإجادة في نقل رسالة الأزهر ومنهجه القائم على الوسطية والاعتدال واستكمال مسيرة السابقين من العلماء الأجلاء ممن كان لهم بالغ الأثر في إثراء رسالة هذه المؤسسة العريقة.
كما أن الإبتعاث في الأزهر الشريف، لا يقتصر على وعاظ الأزهر وإنما يتجاوز ذلك إلى المدرسين في المعاهد الأزهرية، وقد نلجأ إلى بعض الأساتذة في جامعة الأزهر في حالة الحاجة إليهم.
ويضم الأزهر الشريف قرابة 820 مبعوث إلى الخارج في قارات دول العالم، حسب الطلبات المقدمة من دول العالم لاستقدام علماء الأزهر لنشر الفكر الوسطي الصحيح في بلادهم.
ويبعث إلى دولة تشاد ما يقرب من 23 مبعوث، وفي دولة نيجيريا ما يقرب من 83 مبعوث، وهذا يؤكد على عظمة وقيمة المبعوث الأزهري في هذه الأماكن، منوها أنه يتم التنسيق مع السفارة المصرية في كل دولة، ويقوم المبعوث على إبراز الدور الأزهري ونشر الفكر الوسطي والمنهج الأزهري، بصورة ليس فيها خروج عن المألوف أو تتصادم مع الواقع الذي يعيش الناس فيه.
ويتم اختيار المبعوثين للخارج، بصورة دقيقة جدا، والعام الماضي تقدم لمسابقة الإبتعاث الخارجي ما يقرب من 9500 متقدم، وتم اختيار من بينهم حوالي 450 مبعوث، ويمر اختبارهم بمراحل دقيقة جدا، والاختبار التحريري تتولاه الجامعة من الألف إلى الياء، ثم تأتي مرحلة الاختبار الشفهي، وفيها يتم تسجيل الاختبارات صوت وصورة، حتى لو كانت هناك شكوى يتم الرجوع إلى الاسطوانة الخاصة بالمتقدم للتأكد من حقيقة الشكوى، ثم يتم عمل مقابلة للسمات الشخصية والمعلومات العامة.