أخلاقيات النصر

أخلاقيات النصرمحسن عليوة

الرأى8-10-2024 | 14:30

عندما تأتى ذكرى إنتصارات السادس من أكتوبر والتى نحتفل بمرور واحد وخمسون عاماً على ذلك اليوم المجيد فى تاريخ مصرنا العظيمة وأمتنا العربية ، ونصر أكتوبر لا يعتبر مجرد انتصار عسكرى لاسترداد الأرض، ولكنه كان انتصاراً لاسترداد الكرامة والعزة ، وبداية لانتعاش تنموى بعد أن تحمل الشعب وقوته الناعمة الكثير من أجل إعادة بناء قواته المسلحة التى اذهلت العالم وغيرت الاستراتيجيات العسكرية .

ولأنها عقيدة " الله اكبر " فقد كانت عناية الله ورعايته لجنودنا وقادتنا البواسل ، هذه العقيدة التى جعلت الجندى المصرى لا يهاب المخاطر ولا يخشى الموت فى سبيل استرداد العزة والكرامة وتحقيق النصر ، وحولت أنظار العالم الى أصحاب الحق عندما قال الجنود والشعب كلمتهم التى أثبتت أن الجندى المصرى هو خير أجناد الأرض فسحقت العدو وحققت النصر .

وفى هذه الذكرى العطرة يجب أن نأخذ الدروس والعبر من تحمل القيادات السياسية والعسكرية فى ادارة السنوات ما بين الهزيمة والنصر من تخطيط جيد ورفع الروح المعنوية للجنود وكيف تم الدعم النفسى والمعنوى لجنودنا على الجبهة من علماء الأزهر ، ويجب الا ننسى ذلك الخطاب لقائد الحرب الرئيس أنور السادات رحمه الله حين قال { سيأتى يوم نجلس فيه لا لنتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر و ندرس ونُعلم أبنائنا واحفادنا جيلاً عد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله }.

وها نحن نتذكر ونُذكر أبنائنا ببطولات هذا الشعب العظيم و هؤلاء الجنود الأبطال ، وكيف كان كل بيت وكل مصنع وكل مؤسسة تحمل هم تحقيق الانتصار ، كيف كان دور أهل العلم فى تأهيل الجنود والمجتمع نفسياً لتحمل الصعاب والمشاق من أجل دعم الجبهة المصرية ، وها هم عمالنا فى المصانع والشركات يواصلون الليل بالنهار لتوفير كافة احتياجات الجبهة الداخلية وخط المواجهة .

وبعد مرور كل هذه السنوات علينا أن نعلم أن الإنتصارات لم تعد انتصارات عسكرية مسلحة فقط ، فعلينا أن نعُد العدة من الآن لكل إنتصار قادم ، فالانتصار يجب أن يكون على النفس أولاً والانتصار على التحديات التى يتعرض لها الوطن سواءداخليا أو خارجياً ، وحماية تمسكنا الداخلى والإنتصار أن نقف صفاً واحداً خلف الوطن وقيادته ، والانتصار أن نربى أبنائنا على التفوق والنجاح والانتصار أن نكون قادة كل فرد فى موقعه ، فزيادة الإنتاج من الإنتصارات وتحقيق غايات الوطن العُليا من الانتصارات ، نبذ الفُرقة والتشرزم من الإنتصارات ، و الانتصار الحقيقى هو تغليب مصالح الوطن على أى مصالح أخرى وأن نُغلب المصالح العامة على مصالح الأفراد و الانتصار الأكبر هو أن تكون مصر دائماً أولاً .
حفظ الله مصر وادام انتصاراتها

أضف تعليق