نصر 6 أكتوبر.. الأمس واليوم والغد

نصر 6 أكتوبر.. الأمس واليوم والغدجمال رائف

الرأى9-10-2024 | 16:53

نصر السادس من أكتوبر الأعظم هو الأوحد في التاريخ العربي والإسلامي على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل إنه النصر الذي حجَّم طموحات قوى الاحتلال الإسرائيلي وأربك حساباتها ودفعها إلى خطط طويلة المدى لتحقيق طموحاتها غير المشروعة بمنطقة الشرق الأوسط التي ستفشل هي الأخرى حتما.

ظن العدو الإسرائيلي أنه في نزهة بالشرق الأوسط ذاهبا نحو الاستيلاء على أراضي المنطقة بمساعدة القوى الغربية متجاهلا المنطق الذي يقر بأن من لا يمتلك التاريخ لن يستطيع يوما امتلاك الجغرافية، فهذا الكيان الشيطاني الذي ولد لقيطا مدعيا أنه ابن المظلومية التاريخية امتهن الكذب سبيلا للوصول إلى أهدافه الخبيثة وعلى رأسها دولته المزعومة، بل كان يظن بعد حرب 1948 ومن بعدها نكسة 1967 أن الطريق بات وشيكا للتوسع وفرض السيطرة، لتأتي حرب السادس من أكتوبر عام 1973 لتصفع ذلك الإسرائيلي المتغطرس صفعة لم ولن ينساها مهما طال العمر، فتحقيق مصر النصر على هذا الكيان المحتل استرد سيناء إلى حضن الوطن وعلى جانب آخر عطل خطط إسرائيل التوسعية وأفقدها القدرة على التوسع الخارجي السريع فذهبت إلى مخططات طويلة المدى تلك المتعلقة بالشرق الأوسط الجديد وقد حظيت تلك الأفكار بدعم أمريكي اعتمد على فكرة الفوضى الخلاقة كسبيل لتغير شكل المنطقة وإعادة تشكيلها على "هوا" إسرائيل.

سقطت بغداد وهبت رياح الخريف العربي وصولا للأوضاع الراهنة من توسع للصراع الإقليمي، في محاولة لتجاوز صفعة السادس من أكتوبر والالتفاف عليها والعودة مجددا لتفخيخ المنطقة بالأزمات في محاولة لصناعة مهددات أمنية واقتصادية للداخل المصري، ظنا أن تلك الأوضاع الإقليمية العصيبة ستؤثر علي استقرار مصر وتفقدها مكتسبات النصر وهذا من درب الخيال، لهذا يجب أن يستيقظ الإدراك الجمعي للشعب المصري لطبيعة المعركة وأنها ضمن حرب مستمرة لم تنقطع حلقاتها خلال العقود الماضية، بل إن مصر تحقق النصر على طول الخط الزمني سواء في المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع اختلاف شكل وطبيعة المعارك، بل تسعى مصر في تلك اللحظة التاريخية الفاصلة في مستقبل الإقليم إلى استدعاء روح نصر السادس من أكتوبر 1973 للمضي قدما نحو المحافظة علي هذا الوطن والمضي به من أعاصير الفوضى الإقليمية إلى غد يتعاظم فيه النصر المصري لتبقى راية الوطن خفاقة، فإذا كان الآباء والأجداد قد قدموا الأرواح فداء للوطن فنحن أيضا علينا أن نبحث عن سبل الفداء والتضحية للذود عن مصر والحفاظ على نصر أكتوبر الذي رسم ملامح مستقبل هذا الوطن.

أضف تعليق