حكم قاضٍ فيدرالي في واشنطن العاصمة في سبتمبر، على ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالسجن لمدة 30 عامًا بتهمة تخدير العشرات من النساء والاعتداء عليهن جنسيًا.
وخلف الكواليس، تستمر مزاعم أخرى في إزعاج وكالة التجسس المنعزلة "سيئة السمعة"، بما في ذلك ادعاء واحد على الأقل أدى إلى فصل ضابط، كما علمت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وذهبت مجموعة من المبلغات عن المخالفات إلى الكابيتول هيل مؤخرًا للإدلاء بشهادات خلف أبواب مغلقة أمام لجان الرقابة في الكونجرس حول مزاعم أخرى بالاعتداء الجنسي والتحرش في وكالة المخابرات المركزية.
وفي وقت سابق من هذا العام، توصل تقرير مكون من أكثر من 600 صفحة أصدره المفتش العام للوكالة، ومراجعة منفصلة أجراها محققون من الكونجرس، إلى وجود عيوب خطيرة في كيفية تعامل وكالة المخابرات المركزية مع الشكاوى، وعلاوة على ذلك، أجرت وكالة المخابرات المركزية لأول مرة مسحًا داخليًا يهدف إلى فهم نطاق مشكلة التحرش الجنسي لديها.
وتشير النتائج، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، إلى أن وكالة المخابرات المركزية قد يكون لديها معدل للعنف الجنسي في مكان العمل أعلى قليلا من المتوسط الوطني، وأقل بكثير من الجيش الأمريكي، وهو وكالة أمن قومي كبيرة أخرى عانت من الاعتداء الجنسي في صفوفها.
وفقًا للنتائج، التي وصفتها مصادر متعددة بما في ذلك رئيسة العمليات في وكالة المخابرات المركزية ماورا بيرنز لشبكة "CNN"، قال 28٪ من المستجيبين إنهم تعرضوا لحالة واحدة على الأقل من بيئة عمل معادية جنسيًا أثناء عملهم في وكالة المخابرات المركزية، بينما أشار 9٪ إلى حدوث حالة واحدة على الأقل في الأشهر الـ 12 الماضية.
وأفاد ما مجموعه 7% من المستجيبين أنهم تعرضوا لحالة واحدة على الأقل من الاعتداء الجنسي أثناء حياتهم المهنية في الوكالة، مع 1% أفادوا بأن الحادثة حدثت معهم خلال العام الماضي.
وقد أثار الاستطلاع ردود فعل غاضبة داخل الوكالة، وقال العديد من المسؤولين الحاليين في وكالة المخابرات المركزية الذين تحدثوا إلى شبكة "سي إن إن" بشرط عدم الكشف عن هويتهم - وكذلك الضحايا ومناصريهم – يظهر الاستطلاع أنه من الواضح أن الوكالة لا تزال بحاجة إلى عمل يجب القيام به ضد الاعتداءات الجنسية.
وقال ضابط كبير في وكالة الاستخبارات المركزية "نصف قوتنا العاملة من الإناث، لذا لا أستطيع تعريفها على أنها شبكة "الأولاد المنضبطين"، لكنني أعتقد أن هناك تفاوتًا في المساءلة والانضباط في مثل هذا السلوك".
ورغم أن الاستطلاع يشير إلى أن معدل العنف الجنسي في مكان العمل في وكالة الاستخبارات المركزية قد يكون مماثلاً على مر السنين للمتوسط الوطني من النساء في مختلف أنحاء الولايات المتحدة واللاتي يبلغن عن تعرضهن لنوع ما من العنف الجنسي، فإن هناك حدودًا مهمة تجعل من الصعب الاعتماد على نتائج الاستطلاع إلى حد كبير.
ويقول الخبراء إن الاعتداء والتحرش الجنسي لم يتم الإبلاغ عنهما تاريخيًا أيضًا، ولأن الموظفين الذين يستجيبون لهذا النوع من الاستطلاع قد لا يثقون في احترام عدم الكشف عن هويتهم، كما تقول لورا بالومبو، مديرة الاتصالات في مركز موارد العنف الجنسي الوطني، فقد يختارون عدم المشاركة وهو ما قد يؤدي إلى تحريف النتائج إلى ما هو أدنى من الواقع.
تخطط الوكالة لإجراء مسح داخلي سنويًا، وهو ما يقول الخبراء إنه أفضل ممارسة يمكن أن تساعد في جعل هذا النوع من المسح أكثر قيمة بمرور الوقت. وأكد المتحدث باسم الوكالة أن "أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في المسح قالوا إن وكالة الاستخبارات المركزية تتخذ إجراءات لمنع التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي".