بكين تستعد لمواجهة واشنطن.. أمواج الصراع "تتلاطم" في بحر الصين الجنوبي

بكين تستعد لمواجهة واشنطن.. أمواج الصراع "تتلاطم" في بحر الصين الجنوبيبحر الصين الجنوبي-أرشيفية

حوارات وتحقيقات10-10-2024 | 21:28

وسط تصعيد وتوتر مستمر وفرض لسياسة الأمر الواقع، ارتفعت أمواج الصراع فى بحر الصين الجنوبى بين الصين من جهة و الولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، فى الوقت الذى صدرت تقارير أمريكية خلال الأيام الماضية تتحدث عن غرق غواصة نووية تابعة للأسطول الصينى، وسط تكتم وعدم رد من الجانب الصينى الذى يسعى لتوسيع أسطوله البحرى وغواصاته وأسلحته النووية، بما فى ذلك زيادة عدد الغواصات التى تعمل بالطاقة النووية، لوقف هيمنة واشنطن على المنطقة .

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسئولين أمريكيين، أن أحدث غ واصة هجومية صينية تعمل ب الطاقة النووية غرقت فى الربيع الماضى، وهو ما يمثل انتكاسة كبرى لأحد برامج التسلح ذات الأولوية التى تعمل عليها الصين.

وقالت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير لها، إن حادثة غرق الغواصة «تشو»، التى تكتمت عليها السلطات الصينية ولم يتم الكشف عنها سابقا، وقعت فى أواخر مايو أو مطلع يونيو فى مرسى للسفن قرب مدينة ووهان الصينية.

وتابعت، أن هذه الغواصة التى صنعتها شركة حكومية هى الأولى ضمن جيل جديد من الغواصات التى تعمل بالطاقة النووية، ومجهزة بتقنيات توفر لها قدرة كبيرة على المناورة.

وذكر التقرير، أن الولايات المتحدة لا تعلم ما إذا كانت الغواصة الصينية تحمل وقودًا نوويًا حين غرقت، لكنه أشار إلى أن خبراء أجانب يرجحون أنها كانت تحمل ذلك الوقود.

هذا الحادث شكل انتكاسة كبيرة للصين التى كانت تعتمد على هذه الغواصة كجزء من خطتها لتحديث أسطولها البحرى المتنامى الذى يضم أكثر من 370 سفينة.

وبحسب «وول ستريت جورنال»، تعمل الصين على تطوير جيل جديد من الغواصات النووية العسكرية المتعددة الاستخدامات، لمواجهة التطور الكبير فى الترسانة النووية الأمريكية، مؤكدة أنها «تحرز تقدمًا فى تكنولوجيا الغواصات، وقدرات المراقبة تحت سطح البحر، ما يؤثر بشكل كبير على التخطيط العسكرى الأمريكى حال وقوع صراع فى تايوان».

ووفق «سى إن إن»، قامت الصين ببناء أكبر أسطول بحرى فى العالم، يضم أكثر من 370 سفينة حربية. وفى السنوات الأخيرة، أطلقت مدمرات كبيرة مزودة بصواريخ موجهة، وسفنًا هجومية برمائية، وحاملات طائرات تتمتع بالقدرة على العمل فى المحيط المفتوح، وتتمتع بقدرة عرضية على بعد آلاف الأميال من بكين.

ويتركز معظم التعزيز العسكرى لبكين على طول سلاسل جزر سبراتلى وباراسيل، حيث أدى الاستصلاح المستمر للأراضى إلى تدمير الشعاب المرجانية قبل البناء عليها لإيواء ناقلات النفط والسفن الحربية.

وقامت الصين بتركيب منصات نفط استكشافية فى جزر باراسيل، فى عام 2014، ما أثار أعمال شغب مناهضة للصين فى فيتنام، وهى دولة منافسة.

وتبذل الصين جهودًا كبيرة لتنويع إنتاج الغواصات التى تعمل بالطاقة النووية، ويتركز الإنتاج بدرجة كبيرة فى مدينة هولوداو التى تقع فى شمال شرقى البلاد، لكن الصين تتحرك الآن لتصنيع غواصات هجومية تعمل ب الطاقة النووية فى حوض ووتشانج لبناء السفن والذى يقع على مقربة من ووهان.

ووفقًا لتقرير عن القوة العسكرية الصينية، صدر عن البنتاجون فى العام الماضى، فإن بكين كان لديها «48 غ واصة هجومية تعمل بالديزل، و6 غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية» فى نهاية عام 2022.

وذكر التقرير، أن هدف الصين من تطوير غواصات هجومية جديدة وسفن وطائرات بحرية هو مواجهة الجهود التى تبذلها الولايات المتحدة وشركاؤها لمساعدة تايوان فى صراعها مع بكين وتحقيق «التفوق البحرى» داخل سلسلة الجزر الأولى، وهى سلسلة من الأراضى تمتد من الأرخبيل اليابانى عبر تايوان والفلبين إلى بحر الصين الجنوبى.

وفى السنوات الماضية، وسعت الصين أسطولها السطحى، والذى يتفوق الآن على نظيره الأمريكى من حيث عدد السفن، إلا أن السفن الصينية أصغر حجمًا وأقل تطورًا بشكل عام.

هذا الأمر دفع الصين فى السنوات الأخيرة إلى مرحلة جديدة من صنع الغوّاصات المتطوّرة، التى تمنحها حضورًا قويًّا فى معركة فرض النفوذ فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، حيث كان مدى تطوّر صناعة الغواصات فى المنطقة، أحد أهم الفوارق فى القوّة العسكرية بين الولايات المتحدة و الصين على مدار العقود الأخيرة على مستويات عدة، من قبيل المرونة والسرعة وصعوبة العثور عليها، وتُعد صعوبة اكتشافها، أو القدرة على الاختفاء، نقطة أساسية وحاسمة، فى تطور القدرات الصينية، فغواصات بكين معروفة تاريخياً بأنها صاخبة وسهلة الكشف والتعقب، فيما تقف الغواصات الأمريكية على رأس هرم هذه القوة عالمياً بمعيار صعوبة التتبّع.

ونشر معهد الدراسات البحرية الصينى التابع لكلية الحرب البحرية الأمريكية تقريرًا، شدد على أن الأنواع الجديدة التى تنتجها الصين من الغواصات، ستكون لها آثار عميقة على أمن الولايات المتحدة بحراً.

وذكر التقرير، أن الصين اقتربت من الانتهاء من غواصات تعمل بالطاقة النووية، ذات نظام متطوّر فى الحفاظ على الهدوء، وتجنّب أجهزة الاستشعار، وهو نظام مشابه للنظم الروسية المحسنة التى من المعروف أنها صعبة الكشف والتعقب.

وحسب المصادر العسكرية الأمريكية، من المتوقع أن تكون الغواصات الصينية الجديدة جاهزة بحلول عام 2030، ووفق محللى الأنظمة العسكرية البحرية، ستكون الغواصة الجديدة أكبر حجماً من أجيال الغواصات الصينية المعروفة السابقة.

كما ستكون هذه الغواصات لديها القابلية لحمل أحدث الصواريخ الباليستية الصينية، إضافةً إلى احتوائها على نظام دعامات مطاطية معقد، لتخفيف ضجيج مكونات الغواصة، ومنع التعقب والاكتشاف.

ويُنظر إلى بحر الصين الجنوبى على نطاق واسع باعتباره نقطة اشتعال محتملة لحرب عالمية بين الصين من جهة و الولايات المتحدة وحلفائها من تايوان والفلبين واليابان من جهة أخرى.

وتؤكد الصين أحقيتها بالسيادة على أجزاء كبيرة من بحر الصين الجنوبى، وهو ممر تعبر من خلاله تجارة قيمتها أكثر من ثلاثة تريليونات دولار سنويا، وتشمل تلك الأجزاء مناطق تطالب بها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وبروناى، بحسب «رويترز».

ولا تطالب الولايات المتحدة بالسيادة على بحر الصين الجنوبى، لكنها تقول إن المياه ضرورية لمصلحتها الوطنية المتمثلة فى ضمان حرية الملاحة فى جميع أنحاء العالم.

أضف تعليق

كلنا معاك من أجل الوطن

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2