ما بعد حزب الله ونصر الله.. خبراء يوضحون السيناريوهات المحتملة بعد الاغتيال

ما بعد حزب الله ونصر الله.. خبراء يوضحون السيناريوهات المحتملة بعد الاغتيالما بعد حزب الله ونصر الله.. خبراء يوضحون السيناريوهات المحتملة بعد الاغتيال

عرب وعالم11-10-2024 | 00:59

تغيير كبير في المعادلات والتوازنات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالردع، وإعادة تشكيل واقع جيوسياسي جديد ما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتعرض الحزب لضربات مؤثرة بعد اغتيال نصر الله، وتفكيك بنية القيادة لحزب الله عبر تصفية قادته على مستوى كامل القيادة العليا للمجموعة، السياسية والعسكرية، إلى جانب الآلاف من الأعضاء والقادة المتوسطي المستوى، ناهيك عن تدمير جيش الاحتلال كميات كبيرة من الذخائر الاستراتيجية التي يمتلكها حزب الله.
هذا ما صرح به دكتور وليد عتلم، الكاتب والباحث المشارك بالمركز الوطني للدراسات..

ويتابع ، خسارة نصر الله، الذي كان شخصية محورية في صياغة استراتيجية حزب الله والحفاظ على شبكة تحالفاته، لها تداعياتها المباشرة على حزب الله، وعلى لبنان، والأكثر تأثرا هي إيران
. غياب حسن نصر الله قد يؤدي على المدى القصير إلى تفكك التنظيم الذي ظل لنحو 32 عامًا، الجماعة المسلحة غير الحكومية الأكثر قدرة والأفضل تسليحًا في العالم. لذلك كانت الحاجة ملحة لدى حزب الله وإيران إلى الرد بقوة للحفاظ على الروح المعنوية بين صفوفه وإظهار المرونة في التعامل مع أنصاره وخصومه. لأنه إذا لم يتمكن من ذلك، فإن إيران، سوف تفقد قدرة رادعة حيوية، وهو ما يشير إلى أن احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق النار في وقت قريب ضئيلة.

وأضاف عتلم ، على مستوى إيران؛ مع اغتيال حسن نصر الله، تخسر الجمهورية الإسلامية واحدا من أهم أذرع الردع لديها، وللتدليل على مدى فداحة الخسارة لإيران، إعلانها خمسة أيام من الحداد على نصر الله، أي أكثر بيومين من الحداد على سليماني. وعلى المستوى الاستراتيجي آخر حرب خاضتها إيران بشكل مباشر هي الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين، وقد أدركت طهران أن الحرب التقليدية ليست طريقاً إلى النجاح وأن الحرب بالوكالة أفضل لتحقيق الأهداف وخلق حالة من عدم الاستقرار. لكنها هذه المرة أيضاً تجد نفسها مضطرة للولوج والمواجهة المباشرة مع إسرائيل، في ضوء الضربات المؤثرة لحزب الله، حتى ولو من باب ذرًّا للرَّماد في العيون.

ويتابع، السيناريوهات الأكثر سوءٍ ل لبنان أن انهيار حزب الله قد يكون قاتلاً للوحدة الوطنية اللبنانية الهشة أساسا. فالانقسامات تتسع بالفعل بين أولئك الذين يشعرون بالارتياح لتصفية نصر الله، ويتهمون الحزب بتجميد لبنان سياسيا، وأنصار حزب الله الذين ينكرون الأحداث الأخيرة ويتعهدون بالانتقام له، كل هذه التعبئة والتعبئة المضادة قد تمثل تهديد للسلم المجتمعي في لبنان، ويمثل نهاية اتفاق الطائف لعام 1989، الذي وضع حداً للحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً في بلد يتميز بمزيجه الديني والعرقي المكون من ثماني عشرة طائفة معترف بها.

وأشار إلى أن حرب لبنان الثانية استمرت لمدة أربعة وثلاثين يوماً في عام 2006. وسوف يعتمد طول الحرب الثالثة إلى حد كبير على مدى سرعة حزب الله في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وهناك سؤال آخر مهم: ماذا ستفعل إيران؟ قد تسعى طهران، على سبيل المثال، إلى إنهاء الحرب عند مستوى معين للحفاظ على حزب الله، لأنها قد لا ترغب في خسارة أكبر قوة تابعة لها في المنطقة خاصة مع إقرار اتفاق أميركي إسرائيلي على تفكيك بنية "حزب الله" في جنوب لبنان. فقد تتراجع إيران في سبيل احتواء خسائر وكلائها. وقد يستلزم هذا قبول المبادرة الدبلوماسية الأميركية الفرنسية وتوجيه حزب الله إلى سحب وجوده العسكري إلى الشمال من نهر الليطاني. كما يعني هذا التراجع فصل جبهتي الحرب في لبنان وغزة. وكل هذا من شأنه أن يوفر للجمهورية الإسلامية الوقت لإعادة هيكلة الحزب على مستوى القدرة العسكرية، وأيضا هيكلة القيادة رأسيا وأفقيا. لكن هذا التراجع يحمل في طياته مخاطره الخاصة، بما في ذلك استمرار إسرائيل في إضعاف أو القضاء على القدرة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله.
على المقابل التحدي الأساسي الذي يواجه إسرائيل هو أن احتمالات النجاح في حرب إقليمية أوسع نطاقاً أقل كثيراً بالنسبة لإيران وحزب الله مقارنة بإسرائيل. فإيران تنجح إذا استطاعت أن تضرب إسرائيل وتلحق بها الضرر؛ أما احتمالات النجاح بالنسبة لحزب الله فتتلخص في إلحاق الضرر بإسرائيل والبقاء على قيد الحياة مع بقاء النواة الأساسية للحزب وقواعده سليمة. وفي الوقت نفسه، تحافظ إسرائيل على أهدافها القصوى بما في ذلك ما أسماه نتنياهو الحاجة إلى النصر الكامل.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الصراع العسكري الشامل الذي تشهده المنطقة من شأنه أن يخلف درجات متفاوتة من الدمار على السكان والبنية الأساسية في لبنان وإيران وإسرائيل، وأيضا في العراق وسوريا واليمن والشحن في البحر الأحمر. والطريقة التي ستحل بها هذه الأطراف معضلاتها الاستراتيجية في الأيام المقبلة سوف تحدد ما إذا كان الشرق الأوسط، والعالم، قادراً على تجنب الانزلاق إلى صراع كارثي.


ولكن كان هناك رأى آخر للدكتور حسن سلامه ، أستاذ العلوم السياسيه جامعة القاهرة، والذى يقول ، الضربة التى وجهت إلى حزب الله هى ضربة كبيرة اصابته بالارتباك؛ لأن حسن نصر الله كان شخصية كاريزمية وذات ثقل سواء فى المحيط اللبناني أو الإقليمي، كما أنها ضربة لإيران حيث تتراجع قدرات أحد أهم وكلاءها فى المنطقة استمر أكثر من ٣٠ عاما..
وكل تلك التداعيات سلبية، ولكن لا نستطيع القول بأن المنطقة ستشهد تغييرات حاسمة ، لأنه حتى الآن لم تتوقف أعمال العدوان ولا نعرف متى ستنتهى..
وأضاف ، حزب الله تنظيم له هياكل وأجيال متتالية ، واستهداف نصر الله ، ثم هاشم صفى الدين ليس معناه انتهاء الحزب ، بدليل استمرار المواجهات بين الحزب وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، واستهداف مواقع فى الجليل الأعلى و أشمونه وغيرها..
لذا قدرات الحزب العسكرية مازالت ماثلة خاصة أنه لا يوجد له بديل داخل لبنان، والحديث الدائر حول تسليح الجيش اللبنانى هذا قد يستغرق وقتا، لذا إحلال حزب الله مسأله ليست سهلة، ويتابع أستاذ العلوم السياسية أنه قد يكون فى الأمد أن يوافق حزب الله على نزع سلاحه والرجوع للحدود المطلوبة ويتحول لمنظمة سياسية ، فهذا السيناريو محتمل ، أما بالنسبة لإيران فهى تبحث عن مصالحها وتتبع سياسة العصا والجزرة، وتصل بالتصعيد إلى منتهاه، أو بمعنى أخر فهى تتبع سياسة حافة الهاوية، صحيح أن الضربات الصاروخية فى أكتوبر كانت أكثر كثافة مما حدث فى أبريل لكنها لازالت ضربات محدودة ومحسوبه فى إطار ما يسمى بمصطلح قواعد الاشتباك.
وأضاف دكتور حسن، أن الرد الإسرائيلي منتظر ولكنه سيكون محدود فى ضوء الضغط الأمريكي ،وأشار إلى أن السيناريوهات المستقبلية لن تشهد تغييرات كبيرة على الساحة؛ لأنه لازال هناك أذرع لإيران فالحوثيين، الحشد الشعبى فى العراق والنجباء فى سوريا وغيرها من وكلاء متعددين لإيران ، فالتغير الدراماتيكى المتطرف لن يحدث فى المستقبل القريب

أضف تعليق