أعتقد أن السلام يعد أعظم دفاع عن النفس من القوة العسكرية، لكن عندما تعلن إسرائيل للمواطنين الأبرياء فى بيوتهم وأرضهم بوجوب الإخلاء وترك الأرض حتى لا يتعرضون للخطر هل هذا هو حق الدفاع عن النفس أم هو صك العدوان والحرب الذى منحته الولايات المتحدة الأمريكية للكيان المحتل؟ وعلى مدار عام كامل والمنطقة فى حالة استنفار واستعداد لما يسمى الحرب والرد عليها من عدة عواصم عربية هل هذا يسمى حق الدفاع عن النفس .
وكذلك إخراج كل من المناطق التى تعرضت للحروب من المنظومة القابلة للحياة؟ نحن أمام رشقات صاروخية من علامات الاستفهام، لماذا كل هذه الحروب والقتل والدمار، لماذا لم تتجاوب إسرائيل مع مبادرة السلام العربية المطروحة منذ قرابة ربع قرن؟!.
التى تؤكد إقامة دولة فلسطين وفق القرارات الدولية وإنهاء الصراع وفتح أبواب التطبيع والتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة لها الحق فى العيش بأمن وأمان ولكن للأسف إسرائيل تريد التطبيع و السلام مقابل السلام مع الرغبة فى استمرار الحروب لأهداف توسعية وهذا هو السبب الرئيسى لعدم وقف إطلاق النار وبالتالى أعتقد أننا أمام سنوات من حروب الاستنزاف ومن غير المعروف متى تتوقف إلا فى ظرف واحد وهو تشكيل حكومة إسرائيلية معتدلة تقر بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته أما بالنسبة لتنفيذ ما تعلنه حكومة إسرائيل المتطرفة بأنها تستهدف من الحرب إنهاء الأذرع الإيرانية وما يسمى بالميليشيات فى المنطقة، خاصة حركة حماس و حزب الله والحوثى وغيرهم فإن هذه الفصائل سبق وأن حظيت بدعم كامل من واشنطن ودول غربية واليوم فقط تستمر الحروب للقضاء عليهم إذن هذه ليست مجرد حرب للدفاع عن النفس للكيان المحتل، إنما استمرار حالة الهلع وعدم الأمان لأن القوة العسكرية لوحدها غير كافية ولا بد من الحلول السياسية، التى أعتبرها أقوى دفاع عن النفس ولكن لأن الكيان محتل فليس لديه أي أفق سياسى أمام قوة حقوق أصحاب الأرض.
ومع ذلك، قدمت المجموعة العربية حلولا تضمن الأمن و السلام للجميع بما فى ذلك إسرائيل ولا تزال مطروحة لعقد مؤتمر دولى للسلام وفق حل الدولتين ولكن يبدو أن الصوت الأقوى حاليا هو الدعم الأمريكى المفتوح وبدون سقف للمحتل، الذى أدى إلى حالة الحروب المتبادلة ودفن أية حلول سياسية ولذا عندما يتوقف الدعم العسكرى والإسناد الدائم ربما تتاح فرصا للحل السياسى لكن للأسف تتحدث واشنطن عن الحلول ثم تساند وبقوة الحرب الراهنة لأن كثافة النيران على عدة جبهات فى اليمن ولبنان وغزة وسوريا وإيران ليست قوة الكيان وإنما دول تساعد لاستمرار الحروب ونشر الفوضى فى كل منطقة الشرق الأوسط ويبقى السؤال الأكبر ماذا تريد إسرائيل بعد تحويل الأراضى الفلسطينية إلى مقابر لسكانها وكذلك مطاردة أهل لبنان وطردهم من منازلهم وتدمير البنية الأساسية فى أرض اليمن بصرف النظر عما تقوم به جماعة الحوثى التى سبق وأن حظيت بدعم الدول الغربية؟!