يوم أرسلنا لهم الأسرى بالبيجامات الكستور (2 – 3)

يوم أرسلنا لهم الأسرى بالبيجامات الكستور (2 – 3)بهاء زيتون

الرأى13-10-2024 | 14:48

مهما قلنا عن نصر أكتوبر 1973 والذى مر عليه 51 عامًا.. لن نستطيع أن نوفيه قدره.. ولا حتى سرد كل ما حدث فيه من بطولات خارقة لقواتنا المسلحة.

فبالرغم من مرور 51 عامًا على هذا النصر إلا أن ما ذكر عنه حتى الآن هو القليل القليل .. وما تضمنه من بطولات تفوق الخيال.. كانت مفاتيح هذا النصر الأسطوري.

بدءًا من خطة الخداع التي أشرف عليها وأدارها الرئيس الراحل السادات بنفسه بكل دهاء والتي جعلت الشعب المصري ينخدع قبل نظيره الإسرائيلى ويكون على يقين بأن مصر لن تتحرك.

ولن تحارب.. بدءًا من تكليفه للمخابرات المصرية بإشاعة أن الرئيس السادات مريض وأنه يجهز للسفر للخارج للعلاج .. إلى الإعلان الوهمى عن فتح باب الإجازات للضباط .. والإعلان أيضا عن سفر بعض الضباط إلى السعودية لأداء العُمرة.. وكذلك الإعلان عن سفر قائد القوات الجوية إلى ليبيا .. لينجح جهاز المخابرات فى خداع وتضليل نظيره الإسرائيلى بأن مصر لن تحارب.

إلى خطة هدم الساتر الترابى العملاق الذى أقامه الإسرائيليين على طول القناة وأطلقوا عليه حصنهم الحصين الذى يستحيل لأحد اقتحامه.. وقال عنه الأمريكان إنه يحتاج إلى 3 قنابل نووية لكي يتم اقتحامه.. لتقتحمه قواتنا المسلحة بفكرة بسيطة لضابط مهندس هو اللواء باقى زكى بواسطة خراطيم المياه.

وهى فكرة اقتبسها عندما كان يعمل مهندسًا فى بناء السد العالي .. فضلاً عن نجاح رجال الضفادع البشرية فى إغلاق جميع مواسير "النابلم" التى زرعها الإسرائيليون فى مياه القناة لحرق كل من يفكر فى عبور القناة.

ثم خطة إقلاع 220 طائرة مقاتلة مرة واحدة من مختلف المطارات فى أوقات مختلفة لتصل جميعها الساعة الثانية ظهرًا بالدقيقة والثانية يوم 6 أكتوبر 1973 فوق الجبهة وتدك جميع المواقع والمطارات والتحصينات الإسرائيلية وتسويتها بالأرض.

إلى مشهد حمل الجنود المصريين أثناء العبور على ظهورهم المعدات الحربية من "آر. بى. جى" ومدافع تجاوز أوزان بعضها الـ 400 و500 كيلو، فضلاً عن استخدام "الشفرة" والتي لا يفهمها العدو الإسرائيلى.. وغيرها وغيرها.

وكله "كوم" والحركة الذكية التى قام بها الرئيس السادات "كوم آخر"، عندما أعاد لهم الأسرى يرتدون البيجامات الكستور المخططة فى مشهد فيه نوع من المهانة والذل لكسر شوكة الإسرائيليين.. هز كيان الجبهة الداخلية فى إسرائيل.

والأدهى من ذلك عندما نشر الرئيس السادات صورًا له وهو يقوم بالسباحة فى مياه قناة السويس عقب العبور لهز الكيان الإسرائيلى.

فالرئيس الراحل السادات لم يكتف بـ"العلقة الساخنة" التي أعطاها للإسرائيليين وإنما أراد أن يضعهم فى حجمهم الطبيعي.. وأن يلقنهم درسا لن ينسوه طوال حياتهم.

أضف تعليق

إعلان آراك 2