كان الهدف الاستراتيجي الذى كتبه الرئيس السادات فى توجيه الحرب هو تحدى نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكرى هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو وإقناعه بأن مواصلة احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه ، وبالفعل أنهت حرب أكتوبر على الغطرسة الإسرائيلية ، فرغم تقرير 5 أكتوبر الذى وردت فيه عبارات صريحة لاتخاذ المصريين موقع التأهب للهجوم على جبهه القناة، إلا أن الغطرسة سفهت من هذا التقرير رغم وجود مؤشرين أساسيين يؤكدان استعداد العرب للحرب الأول هو بدء رحيل عائلات بعض المدنيين الأجانب من مصر وسوريا بشكل سريع، والثانى إصدار وزارة الطيران المدنى أمرًا بإيقاف حركة الطيران المدني فى سماء مصر.
كانت جولدا مائير ، رئيسة وزراء إسرائيل ، قد اجتمعت فى منزلها يوم 3 أكتوبر فور عودتها من النمسا "بمجلس المطبخ" وهو المجلس الذي يضم مجموعة من أصدقائها المقربين الذى اعتادت الجلوس معهم، وكان الاستماع للعميد أرييه شلومو، مساعد مدير المخابرات الحربية، والذي أكد أنه فى حال وجود نية للحرب لدى العرب أو المصريين فهو قادر على توفير إنذار عن احتمال الحرب قبل وقوعها بمدة طويلة لا تقل عن 24 ساعة، مؤكدا أن الحرب احتمال بعيد كانت كلمات شلومو بمثابة مهدئ جعل الجميع يعيش فى أكذوبة أن المصريين ليس لهم وجود، متجاهلين حقيقة أن المصري لا يفرط فى ذرة تراب ولا شبر من أرضه فهو مقاتل يتحين الفرصة ليفاجئ عدوه ويرد كرامته قاضيًا على التغطرس الإسرائيلي .
قرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا