يعتبر اللاعب المصري مثالًا مشابهًا لأي إنسان ومواطن مصري يحتاج دومًا إلى رقيب أثناء أداء عمله لضمان التزامه. هذه الصورة تجلت بوضوح في المقارنة بين مديري الكرة في الأهلي، حيث يتسم بعضهم بشخصيات قوية وحازمة لا تقبل التهاون مع نجوم الفريق، مما ساهم في تفوق النادي على العديد من المنافسين بفضل النظام والانضباط. في المقابل، هناك آخرون لم يتمكنوا من فرض الالتزام داخل غرف الملابس، مما أدى إلى تذبذب نتائج الفريق بين النجاح والإخفاق بسبب تسيب اللاعبين.
ومن بين أبرز ثلاثة مديري كرة نجحوا مع الأهلي في العصر الحديث، نجد حسن حمدي في مطلع الثمانينيات، و ثابت البطل في منتصف التسعينيات وحتى أوائل الألفية الجديدة، وأخيرًا سيد عبد الحفيظ الذي يعتبر النموذج الأبرز، حيث تولى المنصب لمدة تزيد عن 12 عامًا وحقق مع الأهلي 26 بطولة. بفضل صرامتهم ونظامهم القوي في غرف خلع الملابس، تمكن الأهلي من حصد أكثر من ثلث بطولاته، حيث سجل 55 لقبًا من أصل 151.
سيد عبدالحفيظ .. الأكثر تتويجا بالبطولات :
تولى المنصب نهاية 2010 تزامنا مع عودة مانويل جوزيه ليرحل نهاية 2014، ثم عاد فى 2015 ليقال فى يونيو 2018، وعاد مجددا فى نوفمبر 2018 ليستمر حتى أغسطس 2023.
ونجح عبدالحفيظ كمدير للكرة فى التتويج بـ26 بطولة والميدالية البرونزية مرتين، واشتهر بمواقفه الحازمة فى الدفاع عن ناديه لدرجة أن جمهور الأحمر لقبه بـ"البعبع".
وبخلاف قدرته على الدفاع عن ناديه أمام تجاوزات المنافسين، فقد نجح فى السيطرة بمنتهى القوة على غرفة خلع الملابس بشدته وحزمه خاصة فى التعامل مع اللاعبين كل بما يناسب شخصيته أو بتطبيق لوائح النادي فى الثواب والعقاب.
ولعل أبرز مواقفه إعادة تشكيل شخصية لاعب مثل محمود كهربا الذي كان فى طريقه لمغادرة الأهلي بعد إصرار بيتسو موسيماني المدير الفني السابق للفريق على رحيله، حتى أنه كان له قرار تاريخي بتوقيع غرامة مليون جنيه عليه.
ثابت البطل و15 بطولة:
أسطورة الأهلي التاريخية فى منصب مدير الكرة، إذ عمل فى وقت صعب من 95- 2000 ثم اتجه للعمل بنادي الاتحاد الليبي، وعندما طلبه الأهلي عام 2003 عاد رغم مضاعفة الاتحاد لراتبه وأسس الجيل الذهبي حتى توفي 2005، مساهما كمدير للكرة فى حصد 15 بطولة بسبب قوة وحزم شخصيته.
وهو مدير للكرة كان له علامات فارقة جعلته يستحق لقب الرجل الحديدي لما له من مواقف صارمة فى تطبيق مبادئ الأهلي، ولعل أبرزها والتي لا ينساها جمهور الكرة المصرية تضحيته وإصراره على أداء مهام منصبه رغم مرضه الشديد بأواخر عمره وكانت الصورة الأشهر وهو جالس على دكة بدلاء الأهلي بمباراة القمة ملفوفا بـ»البطانية».
موقف آخر لا يقل شهرة وهي أزمة رحيل حسام وإبراهيم حسن وانتقالهما للزمالك بعد خلاف فى التجديد متمسكا بقيم الأهلي، موقف ثالث بالاستغناء عن 3 نجوم بالفريق وهم إبراهيم سعيد وأحمد صلاح حسني ورامي سعيد لإعادة الانضباط.
حسن حمدي .. 14 بطولة :
بعد اعتزاله عمل مديرا للكرة ب الأهلي فى يونيو 1979، وكان أصغر من شغلوا هذا المنصب بمصر إذ لم يكمل عامه الثلاثين بعد، والذي نجح فى قيادة الأهلي لحصد 14 لقبا «الدوري 6 مرات مواسم 79-80، 80-81، 81-82، 84-85، 85-86 و86-1987، كأس مصر 4 مرات أعوام 81، 83، 84 و1985، ولقبه الأفريقي الأول بحصد كأس الأندية أبطال الدوري 1982، وأبطال الكئوس 3 مرات أعوام 84، 85 و1986».
ولا ينسى أحد قراره التاريخي قبل لقاء الأهلي والزمالك بدور الـ8 لكأس مصر عام 1985، بإيقاف 15 لاعبا من نجوم الفريق لمدة شهر لتضامنهم مع المدير الفني محمود الجوهري، والذي باركته الإدارة وخاض المسابقة بفريق الأمل المكون من لاعبين تحت 19 و21 سنة، ليهزموا الزمالك 3-2 فى 4 أغسطس 85، والذي وقتها ضم ألمع لاعبي مصر، ونجح ناشئو الأهلي فى حصد اللقب حينها.