لقد خلق الله البشر بعضهم فوق بعض طبقات يقول المولي عز وجل ﴿وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾ .
ولقد وضعنا الله لحكمة يعلمها وحدة ، ولكن المهم أننا نخرج جميعاً فقير وغني من الدنيا بحظوظ متقاربة.
ووضح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمهُ الله والتسليم بما أجراهُ اللهُ سبحانه وتعالى عليك فى الكون.
وقال جمعة: إذا أردت الدعاء وأردت الالتجاء فافعل ذلك عبادة وليس تشوفا للدنيا، واسأل الله سبحانه وتعالى من خيرى الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى، فالالتجاء إلى الله وحده ولا يكون مقصودك إلا الله.
وتابع علي جمعة: الدعاء إِمَّا أنْ يستجيب لك فيه فورا، وإما أن يؤجله فيستجيب بعد مدة، وإما أن يدخره لك عبادة وثوابا يوم القيامة. إذن الدعاء خيرٌ كله، اسْتُجِيبَ أَوْ لَمْ يُسْتَجَب، لأنك لا تدرى أين الخير؟ ولا تدرى الغيب؟ ولا تدرى ما هو أصلح لك؟. الذى يعلمُ ذَلِكَ كُلَّهُ هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأكمل: عليك إذا ما دَعَوْتَ الله تدعوهُ عبادةً، لا تدعوه سبحانه وتعالى تشوفاً وطلباً للدنيا، إنما ادعوه عبادة وسيدنا النبى ﷺ يقول : {الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ} فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - وهذا حديث صحيح أخرجه الأربعة.
وأوضح جمعة: علينا أن نفهم أن الأدب مع الله تعالى يقتضى الفهم ؛ أنك إذا دعوت فادع عبادة. وذلك يعنى ألا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه وكأنك تقول يا رب افعل لى كذا كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وأنّى شئت وكيف شئت.
أمور تعين على تحقيق الرضا منها:
أن يعلم العبد أنّ الرزق بيد الله تعالى
أن يستيقن العبد أنّ السعادة ليست مقترنةً بوفرة المال،
أن يعتاد العبد النظر في حال من هم أقلّ منه رزقاً وقسمةً، ولا ينظر إلى من فضّلوا عليه في الأرزاق.
أن يتوجّه العبد لربه بسؤاله البركة في الرزق الحلال.