عاد وباء الكوليرا من جديد ليشكل خطر الانتشار في لبنان، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية،الأربعاء، تسجيلها إصابة جديدة بالوباء، تعود لمريضة من الجنسية اللبنانية وذلك بعد الإعلان عن انتهاء تفشي الوباء في لبنان في شهر يونيو من العام الماضي.
ذكرت الوزارة في بيان لها، أنه في 14 أكتوبر الجاري تم إبلاغها بحالة يشتبه في إصابتها ب وباء الكوليرا وعلى إثر ذلك تمت مباشرة التقصي من قبل برنامج الترصد الوبائي من جمع العينات السريرية والبيئية والزيارات الميدانية.
وأضافت الوزارة "أنه بعد عمل الإجراءات اللازمة من التقصي عن الحالة تم تأكيد إصابتها بالكوليرا، اليوم، عبر عزل الجرثومة في إحدى المختبرات المرجعية وهي ناجمة عن ضمة الكوليرا من النمط O1".
وأوضحت أن الإصابة تعود لامرأة من الجنسية اللبنانية في قضاء عكار، توجهت إلى المستشفى يوم الاثنين الماضي بسبب مضاعفات للمرض، لافتة إلى عدم سفر المريضة أو مغادرتها لبنان خلال الفترة الماضية.
والكوليرا مرضٌ مُعدٍ حاد، يؤثر على الجهاز الهضمي ويسبب إسهالًا مائيًّا شديدًا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الحاد والموت إذا لم يُعالج بشكل سريع.
وتنجم العدوى عن بكتيريا تُعرف بـ"ضمة الكوليرا"، التي تفرز سُمًّا في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى إفراز كميات هائلة من الماء، ويؤدي بالتالي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأربعاء، أنه سيتم تفعيل "الخطة الوطنية للكوليرا" بعد ثبوت تسجيل حالة الإصابة بالوباء.
وأوضح البيان الصادر عن الوزارة، أنه توجهت المريضة الأحد، إلى المستشفى، "بسبب إسهال حاد مائي وجفاف"، لافتا إلى أن المريضة من بلدة السمونية في عكار (شمالي البلاد)"، مضيفًا: "تقوم الوزارة بتقصي الحالة، وجمع عينات من المخالطين، والبحث عن حالات أخرى في محيط المريضة".
وذكرت وزارة الصحة "أن التقصي يتضمن البحث عن تلوث للمياه، حيث تم جمع عدد من عينات المياه وإرسالها إلى المختبرات المرجعية. وسيتم تفعيل الخطة الوطنية للكوليرا والمباشرة بإجراءات الاحتواء".
كانت أظهرت دراسة أجريت في لبنان، ونشرتها دورية "نيتشر كميونيكيشنز" (Nature ، Communications)- نتائج مفاجئة بشأن التفشي اللافت الأخير للكوليرا في لبنان إذ أكدت أنه لم يكن ناتجًا عن سلالة واحدة، بل عن سلالتين مختلفتين من "ضَمّة" الكوليرا.
وبشكل خاص يتعرض لخطر الإصابة بهذا المرض الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وتقلّ أعمارهم عن 5 سنوات.
أعلن لبنان في يونيو 2023 انتهاء فاشية الكوليرا في البلاد، بعد أشهر من انتشار العدوى، وذلك إثر عدم تسجيل أية حالة حينها على مدار أربع أشهر.
وشهد لبنان عدة موجات من تفشي مرض الكوليرا، كان آخرها في عام 2022، عندما بدأت الحالات الأولى بالظهور في أكتوبر، وسرعان ما انتشر الوباء ليصل تقريبًا إلى جميع محافظات لبنان. حيث باتت هناك المئات من الحالات المشتبه فيها.
وكان هذا التفشي الأولَ في لبنان منذ حوالي 30 عامًا، وأسفر عن 8007 حالات مشتبه بها، و671 حالة إصابة مؤكدة، و23 حالة وفاة.