يبدو أنها "عادة" مصرية.. تبرز أحيانا، ثم تتراجع طويلا!
وأقصد بها تلك "القدرة" الرهيبة للمصريين علي التجويد والإنجاز في موقف معين أو لحظة تاريخية خاصة.
وهو ما يدفع البعض للتساؤل الملح؛ لماذا نحن في هذا الوضع "غير المريح"؟.. والمتمثل في "التراجع" في بعض المجالات، أو "تعثر" في بعض الأنشطة.. وخاصة الاقتصادية؟
نعم.. نعاني من ظروف إقليمية ضاغطة، ومشاكل محلية متراكمة ومهملة علي مدي سنوات طويلة، ولكن مصر غنية بأبنائها واقتصادها المتنوع.. فأين المشكلة؟!
أقول ذلك بعد أن دُعيت "لـ منتدي اقتصادي " نظمته صحيفة خاصة، وهي دعوة متكررة بحكم التخصص في الشأن الاقتصادي، إلا أنني فوجئت بـ"مظاهرة في حب مصر"!
بدأت بدعوة أهم الاقتصاديين العالميين، والأكثر تأثيرًا علي المستوي الدولي – كما وصفته مجلة الإيكومنست الشهيرة – وهو البروفسير جيفري ساكس الأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية، ليكون متحدثا رئيسا وضيف شرف هذا اللقاء الاقتصادي الذي شهد حضورًا مكثفًا يتقدمه رئيس وزراء و12 وزيرًا حاليًا وسابقًا، وجمع غفير من أساتذة الجامعات وخبراء الاقتصاد ورجال الأعمال، وحرص الجميع علي الاستمرار في المناقشات من العاشرة صباحا إلي انتهاء أعمال الجلسات في السابعة مساء!
وأيضا المداخلات الجادة والمناقشات الحادة التي شهدها اللقاء في جلساته الثلاث والتي كان عنوانها الرئيسي "جيل جديد من السياسات الاقتصادية في مصر، وتفريعاته.. ومنها: الأزمات العالمية وتأثيرها علي الدول النامية، ونحو منافسة عادلة، والاقتصاد القومي بعد برنامج الصندوق، وانتهاء.. بالحرص علي أن يعقد "اللقاء" تحت رعاية رئيس الحكومة، ويشارك في جلساته عددد من وزرائها، وأن يتسابق الجميع في المشاركة بالتعليق علي المتحدثين أو تقديم مقترحات جيدة اعتقادًا بالمساهمة في تحسين الأحوال.
في الحقيقة.. كنت سعيدًا بـ "الأداء المصري العام" ومن جميع الحضور الذين يمثلون فئات المجتمع المختلفة، وبصرف النظر عن أن المنظم للقاء هي صحيفة خاصة وليست قومية – فكلنا مصريون وطنيون.. وفي خدمة بلدنا عندما يجد الجد!
وكل الشكر للأديب الكبير محمد سلماوي رئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم، والزميل علاء الغطريفي رئيس التحرير، والصديق الكاتب الاقتصادي مصباح قطب الذين فكروا وتعاونوا ونفذوا بكل جدية وإخلاص هذا اللقاء الذي أسعدنا جميعًا.. كمصريين!