يشكو كثير من الزوجات من البخل العاطفي عند أزواجهن حيث يرون أن الحياة مع الزوج الذى لا يعبر عن المشاعر حياة جافة بلا مشاعر فالحياة الزوجية مشاركة بين اثنان قد يختلفان في الطباع ولكن يتفقان على شيء واحد هو أن منهما يريد أن يشعر بتقدير الآخر
في هذا السياق تحدثنا الدكتورة نشوة حيدة اخصائي صحة نفسية وإرشاد نفسي واسرى أن كثير من الأزواج يعتقدون ان الاسراف و البخل يكون في المال وفي الطعام والشراب فقط
لكن هناك ابعاد اوسع واعمق للاسراف و البخل فمن الممكن ان يقع فيها الانسان ولا يدرك انها قد تكون سبب قوي جدا لمشاكله ولعلاقاته المضطربه .
واضافت د. حيدة أن هناك امثله الاسراف و البخل في العلاقات وتكون عن طريق
▪︎ الاسراف في العطاء والتضحيه رائع جدا العطاء والتضحية من اجل من نحب ولكن لو اسرفنا في العطاء والتضحية واصبح مبالغ فيه جدا فذلك سوف ينمي صفة الانانية والاتكالية عند من نتعامل معهم وبعد فتره من الزمن يصبح هذا العطاء بمثابة فرض والزام وحق مكتسب لا يمكن التنازل عنه لان ليس من حق من يمنح هذا العطاء ان يتوقف عنه او ان يشعر بالملل من تاديتة وحتى ليس من حقة ان يشعرة بالتنازل لانه اذا توقف عن منح هذا العطاء سوف يتم اتهامة بالتقصير والتهاون في حقوق من حولة برغم تضحياته بوقتة واعصابة وبصحتة وبمالة واهتمامة من اجلهم طوال الوقت .
وأفادت د. حيدة أن علاج هذا الاسراف في العطاء في ان العطاء والتضحية بحساب وبدون اسراف وبدون ما يظلم الانسان نفسة ويكون العطاء بميزان لان خير الامور الوسط .
وأوضحت د. حيدة أن هناك نوع اخر من الاسراف وهو الاسراف في الحب وفي الخوف على من نحب جميل جدا ومن الطبيعي اننا نحب ونخاف على من نحبهم سواء اهل او ابناء او ازواج ، لكن لو زاد هذا الحب والخوف عن اللزوم واصبح خوف او حب مرضي ذلك سيجعل الطرف الاخر يشعر بالاختناق والاحساس بانه محاصر ومراقب وليس له اي قدر او مساحة من الحرية والنتيجة انه لن يستطيع ان يقدر هذا الحب والخوف عليه وسيتبع طريقة الهروب من هذا الحب الزائد والخوف الزائد بالانشغال او بالادعاء بانه مشغول
اذن العلاج هو أن نحب ونهتم ونخاف على من نحبهم لكن بطريقه متوازنة وسوية حتى لا يشعروا بالاختناق من هذا الاهتمام الزائد وبانهم تحت جهاز المايكروسكوب طوال الوقت .
وقالت د. حيدة أن الاسراف في المشاعر والاهتمام يؤدي الى اضطراب في العلاقات ف البخل ايضا في المشاعر والاهتمام يكون سببا في مشاكل نفسيه كثيره واضطراب كبير في العلاقات .
*امثله للبخل في العلاقات وحلول لها*
▪︎ عدم اظهار مشاعر الحب والاهتمام والتقدير برغم وجود هذه المشاعر بداخلنا يجعل الطرف الاخر غير مطمئن لقيمتة واهميتة كما انه يشعر بعدم التقدير ... ويظهر ذلك بشده في علاقتنا باولادنا وبناتنا ، فبرغم حبنا لهم لا نظهر هذا الحب ولا هذا الاهتمام بشكل مباشر بكلام واضح يفهموه ويشعروا به .
▪︎ البخل في اعطاء كل ذي حق حقه ...
وذلك عندما نبخس الناس مجهودهم او حقوقهم الماديه او المعنويه او نسفه من ارائهم وتعبهم ونقلل منه .
▪︎ البخل بكلمه اعتذار ...
كان يجب ان نقولها في وقتها ولكن تكبرنا حتى لا نشعر اننا مخطئين ، ونتيجه ذلك اننا اضعنا حقوق كثيره لناس اخطانا في حقهم وتاذوا بسببنا فبخلنا عليهم بكلمه اعتذار كان من الممكن ان ترضيهم وتطيب خاطرهم .
▪︎ البخل بالوقت الذي نقضيه مع اهلنا كبار السن والمسنين وذلك بحجه اننا مشغولين ولدينا مسؤوليات عديده مع اننا نضيع الكثير من الاوقات في اشياء غير مهمه وغير مفيده وكانوا كبار السن واهلنا المسنين اولى بهذا الوقت لرعايتهم واظهار الحب والموده لهم .
وتنصح د. حيدة بأن نعبر عن مشاعرنا ونظهرها ولا نكبتها ونداريها ثم نطالب الطرف الاخر انه يفهمها وحده كشيء بديهي ومعروف .
ان نظهر التقدير والاهتمام بشكل واضح لاي انسان بذل من اجلنا اي مجهود حتى ولو مجهود صغير لان ذلك سوف يشجعه على بذل المزيد والمزيد والشعور بالسعاده بانه يتم تقديره من الاخرين .
اذا اخطانا في حق احد نعتذر له ونطيب خاطره لان الاعتراف بالحق فضيلة ولان هذه حقوق ولابد ان ترد لاصحابها .
يجب ان نقضي اوقات كثيره مع اهلنا كبار السن والمسنين ونشعرهم بالفرح والسعاده ، قبل ان ياتي علينا يوما نتمنى فيه رجوعهم حتى نعوضهم عن اي جفاء او جحود بدر منا ... ولكن للاسف سيكون هذا من المستحيل لاستحاله رجوعهم مره اخرى للحياه .
☆ بالتاكيد هناك اشكال كثيره للاسراف و البخل نهانا الله عنها غير الاسباب التي ذكرتها ، لكن الخلاصه ... اننا نعتدل في العطاء فلا نسرف بشده ولا نبخل بشده ، ولكن خير الامور الوسط .