يبدو أن "الفترة" المقبلة سوف تشهد تغيرًا كبيرًا فى الفكر.. والأداء.. والنتائج أيضا!
فقد بدأت بعض "المؤسسات" المصرية تخرج من المحلية إلى العالمية، من منطلق أن ما يحدث حولنا يؤثر علينا سياسيًا واقتصاديًا..
بمعنى آخر.. إذا كانت "التحديات" مشتركة، و"المشاكل" متشابهة، فلماذا لا نستمع لأصحاب التجارب والفكر المختلف، ونقف على "الدروس المستفادة" لعل وعسى؟!
ومؤخرًا تابعنا "المنتدى الاقتصادى" المصرى اليوم الذى استضاف أهم شخصية اقتصادية دولية (جيفرى ساكس) والذى اقترح ما يشبه "الروشتة"!.
والأسبوع الماضى.. كان "منتدى القاهرة" وهو مبادرة جديدة من المركز المصرى للدراسات الاقتصادية للتعاون بين مراكز الأبحاث الكبرى فى بعض دول العالم، ومن ثم كان "المؤتمر الأول" للمنتدى.. والذى سوف يتكرر سنويا إن شاء الله.
حيث دعا مجموعة من قادة مراكز الأبحاث من عدة دول أجنبية وعربية، لمناقشة التحديات والمشاكل الدولية التى تؤثر على الأوضاع الإقليمية والمحلية.. ومنها مصر، أزمة الديون الخارجية، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة، وكيفية تعميق الاستثمار وزيادة الصادرات.
وعلى مدى يومين عقد المنتدى أكثر من 12 جلسة متخصصة، شارك فيها خبراء محليون وأجانب ومسئولون حكوميون، وتميزت المناقشات بالجدية والصراحة، وكانت أولى الجلسات حول "التجربة اليونانية" فى الخروج من أزمتها الطاحنة التى امتدت إلى عشر سنوات بلغت فيها الديون الخارجية 130% من الناتج المحلى، وارتفعت فى فترة الكورونا إلى 190%، ولكن بعد "التوافق" على برنامج صارم للإصلاح تراجعت إلى 45%، ومخطط لتراجعها إلى 10% بنهاية عام 2026.
وطبقا لنائب وزير المالية اليونانى السابق: كانت الإجراءات مؤلمة.. ولكنها فعّالة! فقد تم تخفيض الإنفاق الحكومى، ومرتبات الموظفين والمعاشات بنسبة 5% مع تعديل منظومة الضرائب.
والأهم: أن خطة الإصلاح تضمنت توقيتات زمنية صارمة، وتميزت بالشفافية، ومؤشرات واقعية لقياس الأداء، فضلا عن الرقابة الخارجية للجهات الداعمة ومنها البنك والصندوق والاتحاد الأوروبى.
وبعد ثمانى سنوات من الإصلاح.. استعادت اليونان عافيتها، كما أصبحت خطوات الإصلاح "نهج" مستمر.. وليست مجرد "نظام غذائى" لفترة الريجيم!
نعم.. لقد كانت جلسات المنتدى "فرصة" لنتعرف مباشرة على تفاصيل ما يجرى حولنا واقتراحات التعامل الرشيد.
وهو ما يدعونى لتقديم التحية لهذا المركز المصرى الجاد فى بحوثه ونشاطه منذ المؤسس الأول د. رجائى مخاريطة مرورًا ببصمات د. أحمد جلال ود. هناء خير الدين.. وحاليا د. عبلة عبد اللطيف بأدائها العالى ونجاحها المتواصل.