بداية الحرب على قطاع غزة طالت كل شيء وليس فى الأفق أهداف جديدة، تم التخلص من البشر والحجر ولم تعد قابلة للحياة وبقى هدف وحيد لتل أبيب هو استعادة الأسرى ولكنى أعتقد أن هذا لن يحدث فى ظل اعتقال شعب فلسطين صاحب الأرض وسجنه وتجويعه فى بضعة أمتار ولكن الأيام المقبلة سوف تكون كاشفة فى انتظار الحسم كما هو معلن من واشنطن بالعمل على كيفية إنهاء الحرب فى غزة وتأمين حل دبلوماسي للحرب فى لبنان. لكن مع من يكون التفاوض وهل يتجاوب مجلس قيادة حمــاس الجديد، الذى يتكون من رئيس مجلس الشورى للحركة محمد درويش، بالإضافة إلى رئيس الحركة فى الخارج، خالد مشعل ، ونائب رئيس المكتب السياسي، خليل الحية، ورئيس إقليم الضفة الغربية، زاهر جبارين، وأمين سر الحركة، نزار عوض الله. وهو ما أوصى به يحيى السنوار باستمرار عمل المجلس لقيادة وإدارة الحركة إذا تم اغتياله لحين إجراء الانتخابات واختيار قيادات جديدة للحركة.
وقد نال المجلس على صلاحيات استراتيجية واسعة بعد اغتيال السنوار تخوله باتخاذ قرارات مهمة تتعلق بحركة حماس فى الداخل والخارج فى ظل مقتل غالبية أعضاء المكتب السياسي وقيادات الحركة المؤسسين.
إن زعيم حركة حماس القادم الذي سيخلف يحيى السنوار فى قيادة المكتب السياسي للحركة سيكون على الأرجح من المقيمين خارج غزة، وسط توقعات بأن يتولى شقيقه محمد السنوار دوراً أكبر فى الحرب ضد إسرائيل داخل القطاع. وبالتالى نحن أمام مجهول يتوقف على تجاوب تل أبيب وهو وقف الحرب وخروج القوات الإسرائيلية من غزة وذلك تفاصيل اليوم التالى للحرب، ومعروف أن إسرائيل شنت هجمات شرسة على حماس قبل أكثر من عام، مما أسفر عن مقتل الآلاف من مقاتلي الحركة والقضاء على شخصيات بارزة داخل غزة وخارجها، لكن لم يتضح حتى الآن كيف ستخرج الحركة بعد هذه الضربة الأخيرة. وقد بدأت مؤشرات أولية خلال ما أعلنه خليل الحية، القيادي فى حماس وأحد المرشحين لخلافة السنوار إن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلى ديارهم إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وانتهاء الحرب.
ولدى حماس تاريخ طويل فى استبدال قادتها بسرعة وكفاءة، وذلك لوجود مجلس الشورى، أعلى هيئة لصنع القرار فى الحركة، المكلف باختيار زعيم جديد.
ويضم مجلس الشورى ممثلين عن حركة حماس فى قطاع غزة والضفة الغربية والسجون الإسرائيلية والشتات الفلسطيني، وهذا يعني أن الزعيم الجديد ستكون لديه سلطة الدخول فى محادثات وقف إطلاق النار حتى لو لم يكن فى غزة، حيث لا يزال مسلحو حماس يحتجزون العشرات من الأسرى الإسرائيليين.
ولكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يحاول استثمار فرص الحرب لتحقيق مكاسب أخرى كأن يحتفظ بأرض إضافية وربما إقامة مستوطنات وحتى محاولات لتهجير سكان القطاع ولكن هذه الرؤية لن ترى النور بل وتزيد من أفق استمرار الحرب وعد وجود الأمن والسلام لسكان إسرائيل ولهذه الرؤية مؤشرات ان المقاومة لن تستسلم حتى مع نتائج حجم تدمير الحياة سواء فى غزة أو لبنان وبالتالى نحن أمام أسابيع قليلة حتى تنتهى الانتخابات الأمريكية التى ينتظر نتائجها الجانبين العربى والإسرائيلى وإن كان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب قد أعلن نفى بعض تصريحاته إنه إذا وصل إلى حكم أمريكا سوف يحقق السلام فى منطقة الشرق الأوسط وأنه ضج القتل والتدمير الذي يحدث فى المنطقة.