إن تعزيز وبناء التماسك بين الأفراد وتحقيق الأمن المجتمعى من الأهمية بمكان فى ظل تزايد وتيرة التحديات الإقليمية التى تكاد أن تعصف بالجبال الراسيات وهذا ما يؤكد ضرورة العمل بمزيد من القوة من أجل زيادة الترابط وتقوية مشاعر الإنتماء لمصرنا الغالية وأيضاً زيادة بناء جسور الثقة بين الشعب ومؤسساسته و تلك هى الطاقة التى تربط وتُسهل التفاعل بين أفراد المجتمع .
إن الأمن المجتمعى يُعد من الحاجات الأساسية للمجتمع الانسانى ويُعد أيضاً مؤشراً هاماً من مؤشرات استقرار وازدهار وتقدم الوطن وهو الركيزة والدعامة الصلبة التى يرتكز عليها الفرد والجماعة فى مواجهة الأخطار سواء كانت داخلية أو خارجية ، وهذا الأمن و التماسك للجبهة الداخلية للوطن هو حائط الصد وصمام الأمان للوطن أفراداً وجماعات ومقدرات .
وفى الأزمات والصراعات والخلافات و التحديات الإقليمية التى تُحيط بنا من كل جانب فإن أهم ما نحتاج اليه هو دعم الاستقرار وزيادة الإنتاج للحفاظ على الهُوية الوطنية .
و الأمن المجتمعى كما هو صمام الأمان فتحقيقه يدعم الأمن العام للوطن وبدوره ينتعش الأمن الاقتصادى ويستقر الأمن السياسى .
إن الأمن و التنمية فى أى مجتمع وجهان لعملة واحدة فلا تنمية بلا أمن ولا أمن بلا تنمية ، و التنمية والأمن مجتمعان يُحققان قدرة الدولة على حماية مقدراتها والحفاظ على تماسك كيانها .
ومفهوم الأمن المجتمعى هو اقامة وتوفير بيئة ملائمة ليتحقق للأفراد الحياة الكريمة التى يأمن فيها الفرد على نفسه و رزقه و كل أمور حياته ، والأمن الاجتماعى لا ينفصل عن الأمن الانسانى والذى يتمثل فى توفير حالة من الاستقرار والطمأنينة فى المجتمعات ، تؤدى بدورها لزيادة الانتاجية والتفاعل المجتمعى لأن الأمان الانسانى اذا غاب عن سلوكيات الناس سيخلق حالة من التردى إذ أن الإنتاج والإبداع يزدهران فى حالتى السلام والاستقرار، وعدم القلق والخوف.
ولتحقيق الأمان والاستقرارالاجتماعى لابد من ضبط سلوك وأخلاق الأفراد وعودة القيم ، حيث أنه حال تحقيق مفهوم متكامل لكافة أبعاد الأمن نفسياً ومكانياً وغذائياً وصحياً وفكرياً ، فهنا يتحقق الأمن المجتمعى بمفهومه الواسع .
ولبناء هذا التماسك المنشود لابد من توافر وتيسير ثلاثة محاور أساسية وهى:
1- الحوار الوطنى والاجتماعى والذى يتضمن الجمع بين الناس بمساحات مشتركة لتحقيق الأهداف القومية .
2- الاعلام المستنير الهادف لبناء الإنسان عبر منصاته ووسائله المتعددة لتعزيز قيم التفاهم والتواصل والرضا الجمعى بين أبناء الوطن .
3- المجتمع بمختلف فئاته ومكوناته حيث أن المجتمعات الأكثر تماسكاً يصعُب إستقطاب افرادها مهما تغيرت العوامل الاقتصادية والسياسية والثقافية ، ذلك لأن التماسك الاجتماعى أساس بناء المجتمعات المستقرة الناجحة .
فالتماسك الاجتماعى ضرورى وحتمى و لا يتم الاستغناء عنه وذلك لصيانة وحماية الوطن ومقدراته ، وحفظ دوامه وبنائه .
إن بناء المجتمعات المستقرة المتماسكة يحتاج الى جهود كبيرة من المواطن كافة الأجهزة والمؤسسات العامة والخاصة بالتنسيق التام بينها جميعاً ، وقيام الاجهزة الرقابية بمتابعة هذه الجهود أولاً بأول للوقوف على نقاط القوة وتنميتها ومعرفة أوجه الخلل وتصحيحها ومعالجة أوجه القصور فيها .
ونظراً لما يمر به العالم من أحداث غاية فى التعقيد وترتب عليها العديد من التحديات السياسية والاقتصادية على الصعيدين المحلى والعالمى هذه التحديات هددت أمن العالم بشكل مباشر تهديداً إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً .
وكما أن هناك عوامل تحقق التماسك و الأمن المجتمعى فإن هناك عوامل تهدد تحقيق ذلك داخلياً أو خارجياً ومنها عوامل اقتصادية وتتمثل فى قيام البعض باحتكار السلع الأساسية والتى تؤدى لعدم استقرار الأسعار للسلع والخدمات ، وعوامل اجتماعية ومنها الفساد، والتطرف، والاستغلال الغير جاد للاعلام وانتشار بعض العادات والاخلاقيات الغير سوية كتعاطى المخدرات وغيرها، ونشر الشائعات والشبهات والتشكيك ومقاومة التغيير الإيجابى وعدم معالجة السلبيات ، وعدم التمسك بالقيم والهوية الدينية والاجتماعية ، وعوامل ثقافية تتمثل فى تقديم ما يُسيئ لقيمنا الأصيلة من خلال مسلسلات أو أفلام بأقلام غير مسئولة وتقديم نماذج لاتعى خطورة المرحلة وتحدياتها .
نحتاج أحوج ما نكون ونحن نعيش هذه المرحلة الهامة فى تاريخنا تعزيز وحدة الوطن والوقوف مع قيادتنا فى كل ما يهدد أمن وطننا الغالى ويحفظ حدوده ويصون مقدراته .
حفظ الله مصر