تعرّف القوامة لغةً؛ بأنها القيام بالأمور أو المال، كما أنها تعرف بولاية الأمر، ويطلق على من يُحسن القيام بالأمور قوّام.
وتعرّف القوامة؛ اصطلاحاً بذات التعريف اللغوي، ويُضاف بأن القوامة من كلمة قوم، والقوم هم المجموعة من الناس الذين يجمعهم أمر ما ليفعلوه، وكذلك قوم الرجل هم أقاربه من عصباته، ومن يتبعهم بمنزلتهم من الرجال فقط، وبناءً على ذلك فيشترط في القوامة القوة البدنية أو المالية.
و قوامة الرجل على المرأة تعني الرعاية والمسئولية وليست تسلطًا على النساء كما يظن البعض، ويتعمدون إيذاءها دون وجه حق.
فالقوامة تعني حماية النساء لا القهر والاستبداد بالرأي، وضابطها التعامل في نطاق الأسرة بما يحقق السعادة لها في حدود شرع الله.
وفى هذا الصدد ، كشف الشيخ مظهر شاهين، الداعية الإسلامي المعروف، إن الحديث عن سقوط قوامة الرجل لمجرد أن الزوجة أنفقت على البيت أو ساهمت في المصاريف يعتبر "كلاماً غير موزون".
واستدل شاهين بقصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، التي دعمت النبي بمالها في بداية دعوته، قائلاً: "هل سقطت قوامة النبي عليه الصلاة والسلام عندما وقفت بجانبه السيدة خديجة بمالها؟ فقد قال عنها: "وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ".
وأشار شاهين إلى أن القوامة ليست مجرد إنفاق، بل هي مسؤولية وتكليف من الله تعالى، لا تسقط إلا إذا امتنع الرجل كلياً عن الإنفاق على أسرته وترك كل مسؤولياته كرجل.
وأضاف أن مساعدة الزوجة في مصاريف البيت تأتي في كثير من الأحيان من باب المشاركة والمحبة، وهو قرار تتخذه بعض النساء بإرادتهن الحرة ودون ضغط من أحد.
واستشهد شاهين بالآية الكريمة: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا﴾، موضحاً أن رضا المرأة بالتعاون في النفقة لا يعني أن دور الرجل ينتهي.
كما واستند إلى الآية الكريمة التي تقول: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾، موضحاً أن القوامة تتأسس على التفوق المعنوي والتكليف من الله الذي اختار الرجال لهذه المسؤولية.
واختتم شاهين أن القوامة لها أسس أعمق من مجرد الإنفاق، فهي تكليف من الله تتضمن المسؤولية والرعاية.