أيهما أخطر على الإنسان وسوسة الشيطان أم النفس البشرية؟

أيهما أخطر على الإنسان وسوسة الشيطان أم النفس البشرية؟صورة أرشيفية

الدين والحياة9-11-2024 | 07:21

إنّ الوساوس التي تأتي للإنسان لها أكثر من مصدر، فقد تكون وسوسة من الشيطان، وقد تكون وسوسة من نفسه -وهي النفس الأمّارة بالسّوء- أو من الناس، وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ وسوسة النفس و وسوسة الشيطان كلاهما متقاربان، ولا فرق ظاهر بينهما، وعدّوا وسوسة النفس من الشيطان.

وسوسة النفس تحثّ النفس صاحبها على شهوةٍ أو معصيةٍ محبّبة للنفس بعينها، فتبقى تلحّ عليه في فعل ذات الشهوة والمعصية، وتكرّر طلبها لأنّها تحبّها بالرغم من معرفة أنّها تؤدّي إلى الإثم، فوسوسة النّفس تأتي من تركيبة النّفس البشريّة التي جُبلت على حبّ الشّهوات والمتع، وما يهذّبها هو الدّين والرّقابة الذّاتيّة، قال -تعالى-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا* كَذَّبَتْ ثَمُودُ).

يقصد الشيطان من الوسوسة الإضلال والغواية، لِذا فهو يُزيّن للإنسان معصيةً ما حتى يرتكبها ويقع فيها، فإن صدّه المسلم انتقل الشيطان يوسوس له بمعصيةٍ أخرى حتى يقع فيها، فإنْ عجز انتقل إلى معصية ثالثة وهكذا، لأنّ همّه أن يُغضب الإنسان ربّه لا الوقوع في ذات المعصية فحسب، فيبقى يحاول إيقاع الإنسان في المعاصي من خلال الوسوسة بواحدةٍ تلو الأخرى.

وكشف الشيخ أحمد الصباغ، الداعية الإسلامي، عن موضوع وسوسة النفس و وسوسة الشيطان أن الوسوسة تأتي من مصدرين رئيسيين؛ الأول هو النفس البشرية، والثاني هو الشيطان، مؤكدًا أن لكل منهما تأثيره وأسلوبه في إبعاد الإنسان عن طاعة الله.

وأضاف الصباغ أن وسوسة الشيطان تختلف عن وسوسة النفس، حيث إن الشيطان يأتي للإنسان بأفكار معاصٍ متعددة دون الإلحاح على معصية معينة، فهو يحاول أن يبعد الإنسان عن طاعة الله بشكل عام، ويحثه على تنفيذ معاصٍ متنوعة، وكلما تجاهل الإنسان وسوسته، أتى بمعصية أخرى ليغريه بها.

استدل الصباغ بآيات من القرآن الكريم لتوضيح مصدر الوسوسة، حيث ذكر قول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (سورة ق: 16)، مشيرًا إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان قد يوسوس لنفسه بفعل المعصية.

كما استشهد بالآية الكريمة: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ» (سورة طه: 120)، ليبين أن الشيطان أيضًا يلعب دورًا في إغواء الإنسان ودفعه إلى المعاصي.

أضف تعليق