عاطف عبد الغنى يكتب: الصحف مؤسسات خيرية (!!)

عاطف عبد الغنى يكتب: الصحف مؤسسات خيرية (!!)عاطف عبد الغنى يكتب: الصحف مؤسسات خيرية (!!)

* عاجل14-12-2018 | 15:49

إذا كنت زميل مهنة أرجو ألا يزعجك العنوان، أو يذهب عقلك نحو تأويلات شريرة تطول الكيانات الصحفية أو المهنة التى أتشرف وأفخر بالانتماء إليها.
وما الآتى إلا محاولة للبحث والتعريف بسعى وجهود وبحث أرباب المهنة والقائمين عليها فى الداخل والخارج لتجاوز أزمة ومخاض الولادة  الجديدة المتعثرة لكيانات الإعلام بصفة عامة، والصحافة بصفة خاصة، التى تبعث – الآن - فى طور جديد بشكل وآليات جديدة تجعلها أكثر اتساقًا مع الواقع والتصاقًا مع الجمهور الجديد لثورة المعلوماتية والرقمنة.
(1)
فى البحث عن حلول اقتصادية تؤدى إلى زيادة الإيرادات مقابل المصروفات الكبيرة للصحف القومية تحديدًا كشف الكاتب الصحفى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر قبل شهر تقريبًا عن قرار الهيئة بالمشاركة فى المشروع القومى لإنشاء موقع المحتوى الثقافى الرقمى بالتنسيق مع عدد من الجهات والوزارات للحصول على محتوى رقمى نظير رسوم مالية، وأن الهيئة بصدد توقيع برتوكول مع هذه الجهات، وأبرزها وزارة الاتصالات لتنفيذ هذا المشرع.
.. ومشروع الهيئة يأتى بالتزامن وبالتوازى مع سعيها بقوة لإعادة هيكلة وتأمين المواقع الإلكترونية التابعة للمؤسسات الصحفية القومية.
 والهيئة بالفعل انطلقت قبل ما يقرب من شهرين فى تنفيذ هذه المهمة التى تتعلق بالأمن القومى، وبالتعاون مع إحدى الشركات المصرية الكبرى المتخصصة والتى لها أيضا علاقة بالأمن القومى.
وفى هذا الصدد أجرت الهيئة العديد من الاتصالات، وعقدت العديد من الاجتماعات مع المسئولين عن المؤسسات الصحفية والمواقع الإلكترونية، لهيكلة وتطوير تلك البوابات، والمواقع الإلكترونية سعيا لتحقيق الانتشار المطلوب وتأمينها فى نفس الوقت ضد أى محاولات تهدد تأمينها.
وكلام رئيس الهيئة عن مشروع الموقع الإلكترونى ذات المحتوى الثقافى الرقمى كان واضحا، وعلى الرغم من وضوحه، سعى الدساسون لتحميله ما ليس فيه، وتلقى بعض الزملاء فى المؤسسات والبوابات والمواقع الإلكترونية  - عن خطأ متعمد - شائعة اضطر معها وكيل الهيئة د. عصام فرج، أن يتصدى لتصحيحها، ويعيد التأكيد على أن البروتوكول الذى سوف يتم توقيعه بين الهيئة ووزارة الاتصالات لا يهدف لإلغاء المواقع الخاصة بالإصدارات الصحفية القومية، أو دمجها فى منصة إلكترونية، كما أشاع أحد الأشرار، ولكن هدف الهيئة فى مشروعها توسيع قنوات التوزيع والانتشار لهذه الإصدارات، وزيادة تأمينها ضد الاختراق.
(2)
على الخلفية السابقة انطلق الزميل إيهاب الزلاقى وهو أحد القلائل من الصحفيين المصريين المتخصصين والمهتمين بمتابعة الإعلام الإلكترونى والتحول الرقمى ومستحدثات وسائط ووسائل المستقبل الإعلامى.
وعلى موقع «نيوزليتر» نشر الزلاقى تقريرًا تناول فيه تجربة صحيفة «الجارديان» البريطانية، وقد أعلنت منذ مدة قريبة بعض تفاصيل عن قصة نجاحها فى رفع إيراداتها بصورة كبيرة، وكشفت أن ذلك جاء عبر زيادة اشتراكات وعضويات وتبرعات القراء، وقالت إن المبالغ التى دفعتها تلك الفئات الثلاث فاقت مثيلاتها من إيرادات الإعلانات.
 جاء – أيضا - فى إعلان الجريدة عن نجاحها فى رفع إيراداتها، أنها لم تلجأ لمنع القارئ من الوصول إلى المحتوى المجانى الذى تقدمه، مثلما تفعل صحف أخرى مثل «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» ولكنها «الجارديان» تقدم خدمات أخرى متميزة (مدفوعة الثمن حسبما فهمت) أدت بها خلال التسعة أشهر الأخيرة لرفع أعداد المشتركين فى خدماتها «المتميزة» تلك، من 200 ألف إلى 500 ألف مشترك، وارتفع أيضًا حجم التبرعات من 100 ألف إلى 300 ألف مساهمة بمبلغ وصل إجماليه إلى 7 ملايين جنيه استرلينى!
 والطريف أن نصف هذه التبرعات لم تأت من داخل المملكة المتحدة، والقارئ الإنجليزى ولكنها جاءت من القارئ الأمريكى وهو ما يعنى أن «الجارديان» مقروءة خارج حدود المملكة المتحدة ولديها جمهورها العريض فى القارة الأمريكية، (نوع من أنواع تصدير المنتج الصحفى والثقافى الذى يجنى أموالا ويتيح تصدير الأفكار والثقافة).
(3)
وتفاصيل أخرى وردت فى تقرير الزميل الزلاقى تشير وتوضح أن تطوير محتوى المادة التى تقدمها الجارديان كان السبيل والسبب الأول والمباشر لهذا النجاح، وهذا التطوير اعتمد  أولا على دراسة القارئ بصفة عامة، وليس قارىء الصحيفة فقط، وتم جمع بيانات من خلال فريق عمل متخصص لاكتشاف الموضوعات التى يفضلها ويقبل عليها جمهور القراء وبالطبع تمت ترجمة النتائج إلى موضوعات قابلة للنشر، أقبل عليها القراء، وحدث ذلك قبل اتخاذ خطوة فرض الاشتراك أو طلب التبرع.
(4)
وفيما يخص التبرعات دعونى أنقل إليكم خبرًا آخر من نفس النشرة لموقع «نيوزليتر» يشير إلى أن الحكومة الكندية تدرس الآن تشريعًا يهدف إلى منح تخفيض ضريبى للمشتركين فى المواقع الصحفية الرقمية ويسمح لتلك الوسائل فى حال أن تكون غير هادفة للربح الحصول على الوضع القانونى للمؤسسات الخيرية، والهدف من هذا التشريع دعم تلك المؤسسات الصحفية الرقمية من خلال ضخ إيرادات تسمح لها بالاستمرار فى تقديم خدماتها.
وبقى أن تعرف أن كندا شهدت خلال السنوات القليلة الماضية موت  أكثر من 200 مطبوعة صحفية ضربتها الأزمات المالية، ونحن فى مصر وعلى الرغم من الأزمة مستمرون بمشيئة الله وسعى الغيورين على المهنة، والمؤسسات الصحفية القومية، ووسائلها، ومنصاتها التى تمثل ضمير وصوت الشعب، وضمانة من ضمانات الأمن القومى للدولة المصرية.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2