فى تقديرى المتواضع أن الأهم من الانتخابات الأمريكية ومن فاز بها هو تغيير الأنماط التقليدية القديمة؛ السياسية والعسكرية والاقتصادية فى الحروب ضد الشعوب، وتخفيف حدة التوتر والمعارك المدمرة فى منطقة الشرق الأوسط والموجهة ضد الدول التى عانت من أهوال ما سمى بالربيع العربى، والذى وقفت خلفه واشنطن فى عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما ، وهى مرحلة أدت إلى ما نحن عليه اليوم من تحويل دول آمنة مستقرة إلى دول هشة فقدت أمنها واستقرارها، والمهم أيضا أن يكون ما يحدث بسبب سياسات الولايات المتحدة الأمريكية درسًا تاريخيًا مهمًا للاعتماد على النفس، وعدم الرهان على دعمها، كما يتوهم البعض، لحلول فى منطقة الشرق الأوسط لأنها لا تعطى حلولا ولا تدير حتى أزمة، وإنما تدير مصالحها وفقط، وفى الحقيقة لا يجب أن نفضل بين من سيحكم أمريكا، لأنها دولة تعتمد على سياسات مؤسسية، وليس لما تعلنه معنى سوى الإعلان فقط، وخلال الآونة الأخيرة نسمع تصريحات واجتماعات وزيارات لا ينتج عنها أى شىء سوى كلام فى كلام، وكأنك تسمع برنامج "ما يطلبه المستمعون"، ولكن ما يحدث على أرض الواقع كله ألم ومرارة بسبب الحرب التى شنتها أمريكا و إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، وهى حرب تجاوزت العام وهذا لم يحدث فى سوابق تاريخية، إضافة لتحويل مناطق الحروب إلى أرض محروقة لا تصلح للحياة، وقتل وتشريد آلاف المواطنين من بيوتهم وأرضهم، وكل هذا سجله التاريخ، حيث يصنف بأنه أكبر عار إنسانى على ما يسمى المجتمع الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتى حتما سوف تدفع أثمان عجزها وفشلها فيما دفعت به منطقة الشرق الأوسط من إسقاط وتقسيم، ولذا أتمنى أن تكون القمة العربية الإسلامية، التى تعقد فى السعودية، متضمنة سياسات جديدة تنهى حالة العداء، وتقنع الجميع بتنفيذ حل الدولتين، وأن يكون ذلك فى إطار زمنى محدد، ووقف الحروب وتحجيم تصدير السلاح إلى الجماعات المتمردة، وكذلك وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل حتى يتم التوصل إلى معاهدة سلام واضحة تضمن الحياة الكريمة للجميع، وحتما بعدها سنرى هدوءًا واستقرارًا أكثر فى كل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى أهل اليمن والسودان وليبيا قادرون على حل مشاكلهم شرط ابتعاد الدور السلبى الأمريكى فى هذه الدول، الذى يزيد اشتعال المعارك بها.
وأعتقد أن العالم العربى والإسلامى لديهم أوراق كثيرة لم تستخدم بعد لأنهم اعتمدوا على الوعود الإيجابية الأمريكية التى تحمل عناوين الأمن والسلام، وهو ما لم يتحقق على مدار عهود لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين، وأتمنى أن يتحقق السلام مع العهد الجديد بصرف النظر عن الاسم، المهم السلام وبرامجه واحترام سيادة الدول وحقوق شعوبها.