يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة إحاطة في إطار بند جدول الأعمال المعنون «حماية المدنيين في الصراع المسلح» لمناقشة خطر المجاعة في شمال قطاع غزة.
وذكر بيان صادر عن مجلس الأمن أن دولتي جيانا وسويسرا، (منسقا مجلس الأمن بشأن الصراع والجوع)، وانضمت إليهما الجزائر وسلوفينيا، طلبوا عقد الاجتماع بعد أن أصدرت لجنة استعراض المجاعة في مرحلة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، إنذارا جاء فيه أن هناك «احتمالا قويا بأن تكون المجاعة وشيكة الوقوع في مناطق تقع في شمال قطاع غزة».
ويرأس الاجتماع اليوم الثلاثاء، وكيل وزارة الخارجية البرلماني البريطاني لشؤون إفريقيا، اللورد كولينز مين هايبري، كما يقدم إحاطة، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا، والأمين العام المساعد لحقوق الإنسان إيلزي براندز كيريس، وممثل عن منظمة الأغذية والزراعة.
وذكر البيان أنه منذ 5 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل هجوما عسكريا في شمال قطاع غزة، وتحاصر تدريجيا مخيم جباليا للاجئين والمناطق المجاورة، حيث تقول إسرائيل إن حماس حاولت إعادة بناء قدراتها، في وقت حذر فيه كبار مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مرارًا من التأثير المدمر للهجوم الإسرائيلي على السكان الفلسطينيين.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في وقت سابق، إن الجيش الإسرائيلي في شمال غزة «يعرض مجموعة كاملة من السكان للقصف والحصار وخطر المجاعة».
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا، إنه «لا يمكن السماح للقوات الإسرائيلية بالاستمرار في شمال غزة المحاصر»، مضيفًا أن المستشفيات تعرضت للقصف، وتم اعتقال العاملين الصحيين، و«منع إنقاذ الناس من تحت الأنقاض».
وتشهد جلسة اليوم، إحاطة أعضاء مجلس الأمن بآخر المستجدات بشأن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، وعلى وجه التحديد، خطر المجاعة في الشمال، حيث يواجه ما يقرب من 133 ألف شخص انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وحوالي 1.84 مليون شخص يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يواجه قطاع غزة بأكمله خطر المجاعة، في الفترة بين نوفمبر الجاري وأبريل المقبل، «في ظل أسوأ السيناريوهات التي لديها فرصة معقولة للحدوث».
وذكر البيان أنه يمكن «افتراض أن المجاعة وسوء التغذية والوفيات الزائدة بسبب سوء التغذية والمرض تتزايد بسرعة في هذه المناطق».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه وفقا للمعلومات التي قدمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لا يزال الوصول إلى شمال غزة محدودا للغاية، وإنه مع استمرار الحصار في شمال غزة، فإن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «يدعو إسرائيل بشكل عاجل إلى فتح المنطقة للعمليات الإنسانية بالحجم المطلوب»، حيث قدمت المنظمات الإنسانية 50 طلبًا إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى شمال غزة، 33 منها «رُفضت تمامًا»، وتم قبول ثمانية في البداية ولكن بعد ذلك واجهت عوائق، وتم تسهيل تسعة، كما لم تيسر السلطات الإسرائيلية أي تحركات إنسانية إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، البلدات الرئيسية في شمال غزة.