تشهد العلاقات البريطانية الأمريكية حالة من التوتر وعدم اليقين منذ فوز دونالد ترامب ب الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية، إذ يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحديًا كبيرًا في التعامل مع ترامب، الذي لا تربطه به أي توافقات أيديولوجية أو قيمية. فقد استقبل ستارمر هذا التحول بموقف دبلوماسي يشوبه الحذر، مهنئًا ترامب بالفوز رغم التوتر المتزايد داخل حكومته، حيث تتملك أعضاء حكومته مشاعر مختلطة بين القلق والاضطرار للتكيف مع الواقع الجديد.
وتتابع الجارديان فى مقالها ، أنه وعلى الرغم من مساعي كير ستارمر لتوطيد العلاقات مع إدارة ترامب الجديدة، إلا أن القلق يساور العديد من السياسيين البريطانيين من أن هذه الجهود قد تكون غير مجدية أو قد تنتهي بردود فعل سلبية. حيث تتزايد المخاوف من احتمال تجاهل ترامب لأي جهود لإصلاح العلاقات البريطانية الأمريكية، ما يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة عندما كانت بريطانيا مجرد تابع للرئيس الأمريكي السابق.
ومن المتوقع أن يواجه ستارمر ضغوطًا كبيرة في ظل أجندة ترامب التي قد تؤثر على بريطانيا بطرق سلبية. حيث تشتمل هذه الأجندة على توجهات اقتصادية وسياسية قد تتسبب في زعزعة استقرار العلاقات الدولية، مثل تهديداته بإلغاء دور الناتو وتقليل الدعم لأوكرانيا، وتطبيق رسوم جمركية جديدة على الواردات، مما قد يؤدي إلى نزاعات تجارية.
ويعود ترامب إلى البيت الأبيض هذه المرة بخطة واضحة وتصميم أكبر على تنفيذ أفكاره، خلافًا لفترته الأولى التي بدأها بلا خطة واضحة. لذا، يخشى الكثيرون من أن يملأ ترامب حكومته بأتباع مخلصين لأفكاره، مما يضع العلاقات الأمريكية البريطانية في اختبار قاس.