أشارت الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تعمل على تحسين صحة الدماغ وتقليل خطر التدهور المعرفي والخرف على المدى الطويل، ولكن ممارسة النشاط البدني اليومي لها فوائد فورية لصحة الدماغ، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ولاية بنسلفانيا.
فيما أوضحت الأبحاث السابقة التي فحصت العلاقة بين النشاط البدني والصحة الإدراكية تنظر عادة إلى العلاقة طويلة الأمد، على سبيل المثال، على مدار عقود من الزمن لدراسة استرجاعية أو أشهر إلى عام لدراسات التدخل.
وكشف فريق البحث أن الأشخاص في منتصف العمر الذين شاركوا في الحركة اليومية أظهروا تحسنًا في سرعة المعالجة المعرفية بما يعادل أن يكونوا أصغر بأربع سنوات، بغض النظر عما إذا كان النشاط أقل كثافة، مثل المشي أو القيام بالأعمال المنزلية، أو أعلى كثافة، مثل الركض.
وقد استفاد فريق البحث من تقنية الهواتف الذكية للتفاعل مع المشاركين عدة مرات خلال حياتهم اليومية العادية باستخدام بروتوكول يسمى التقييم اللحظي البيئي، على مدار تسعة أيام، سجل المشاركون دخولهم ست مرات في اليوم، كل 3.5 ساعة تقريبًا. أثناء كل تسجيل دخول، أبلغ المشاركون عما إذا كانوا نشطين بدنيًا منذ تسجيل دخولهم الأخير. وإذا كانوا نشطين، طُلب منهم تقييم شدة نشاطهم - خفيف أو متوسط أو قوي، على سبيل المثال، تم اعتبار المشي والتنظيف شدة خفيفة بينما تم اعتبار الجري وركوب الدراجات السريعة والمشي لمسافات طويلة شاقة شدة قوية.
وخلال الدراسة طُلب من المشاركين ممارسة لعبتين للدماغ، واحدة مصممة لتقييم سرعة المعالجة المعرفية والأخرى مصممة لتقييم الذاكرة العاملة، وقام الفريق بتحليل بيانات من 204 مشارك تم تجنيدهم لدراسة النظام الغذائي الصحي متعدد الثقافات للحد من التدهور المعرفي وخطر الإصابة بمرض الزهايمر، وجمع البيانات خلال فترة الأساس للدراسة. حيث تراوح أعمار المشاركون بين 40 و65 عامًا وأوضح الفريق، أنه عندما أبلغ المشاركون عن نشاطهم البدني في وقت ما خلال 3.5 ساعة السابقة، أظهروا تحسنًا في سرعة المعالجة يعادل كونهم أصغر بأربع سنوات. في حين لم يتم ملاحظة أي تحسنات في الذاكرة العاملة، فإن وقت الاستجابة أثناء مهمة الذاكرة العاملة يعكس التحسينات التي لوحظت لسرعة المعالجة.
وأشارت نتائج الدراسة التى نشرت فى مجلة Annals of Behavioral Medicine، أن الأشخاص الذين أفادوا بأنهم نشطون في كثير من الأحيان شهدوا فوائد قصيرة المدى أكبر مقارنة بأولئك الذين أفادوا بنشاط بدني أقل بشكل عام، وهذا يشير إلى أن الفوائد الصحية المعرفية قد تزداد مع النشاط البدني المنتظم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم مقدار النشاط البدني وتكرار وتوقيت النشاط الذي يؤثر على الصحة المعرفية.