حامل المسك 10... (...أَنِّي مَعَكُمْ)

حامل المسك 10... (...أَنِّي مَعَكُمْ)صورة تعبرية

الدين والحياة14-11-2024 | 13:22

أيُّها الشُّجعانُ الصَّامدون.. أيُّها الأبطال المرابطون

إن الله تعالى وعدكم النصر ووعدتموه الصبر، فأنجزوا له وعدكم يُنجز لكم وعده

أرى نجمة النصر الرقيقة الزاهية يلمع نورها في أفق السماء وهو وشيك أن يخترق تلك الظلمات الكثيفة المتراكبة من الخوف والشك والحزن والخذلان، فيفكك وحدتها ويبدد قسوتها ويحيلها إلى ما يشبه الهشيم الذي تذروه الرياح.

وكيف لا وأنتم الأبطال الذين يذودون عن عرضٍ لا يجد له حاميًا إلَّاكُم؟

وكيف لا... وأنتم المقاتلون عن شرفٍ لا يجد له ذائدًا سواكم؟

وكيف لا وأنتم المستمسكون بدينٍ يشكو إلى الله قومًا نصرهم فخذلوه ورفعهم فوضعوه؟

ليس لذلك أهلًا إلا أنتم ، وكيف لا تكونون وقد سعيتم إلى الموت حين سعى غيركم إلى الحياة، وخشيتم على الشرف حين خشي غيركم على الترف، وحرص غيركم على الدنيا بينما كان حرصكم على جنةٍ عرضها السموات والأرض .

لا تجزعوا من الموت فإن مرارة مذاقه ليس لها إلى أفواهكم سبيلا

ولا تهابوا الفقد فما هو في سبيل الله إلا ثمنا قليلا

أيها المؤمنون اللائذون بالله

أيها المجاهدون في سبيله

أيها الواثقون بعدله ورحمته

ما كان الله ليخذلكم وأنتم ناصروه

وما كان سبحانه ليكلكم إلى أنفسكم وأنتم مطيعوه

وما دماؤكم الزكية الطاهرة إلا شُهُبا قاسية تحرق قلوب أعدائكم وتُفَتِّتُ أرواحهم

وما أنَّاتكم المتصاعدة من صدوركم إلا تراتيل عشق لدينكم ووطنكم تدعو الله أن يأخذ لكم حقكم من عدوكم

إن الله يرى قتلهم لأطفالكم وبقرهم لبطون نسائكم واستهانتهم بمقدساتكم

ولكن ملائكة الله تكتنفكم وقد أمسك الحفظة منهم بأقلامهم بين أناملهم ووضعوا صحائفهم بين أيديهم ليسجلوا بطولاتكم وتضحياتكم، يفعلون ذلك وهم يستمعون إلى أمر الله تعالى بقوله: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان) الأنفال12

أضف تعليق