تشهد غزة الشمالية موجة من التصعيد العسكري المكثف، حيث تتعرض مناطق مثل جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا لقصف متواصل من قبل القوات الإسرائيلية منذ بداية أكتوبر، وقد صرح أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بأن الهدف من العمليات الجارية هو إخلاء هذه المناطق من سكانها الفلسطينيين، مما أثار ردود فعل واسعة حول نوايا إسرائيل في المنطقة.
الجيش الإسرائيلي، برغم نفيه لبعض التصريحات التي أدلى بها ضباط كبار، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى سياسة تهدف إلى خلق "مساحة خالية" في شمال قطاع غزة، من خلال إجبار السكان على الفرار وتجريف البنى التحتية التي كانت تؤويهم، ويترافق ذلك مع حصار محكم تسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه، ما يهدد بكارثة إنسانية في المناطق المتضررة.
وهناك حديث عن طموحات إسرائيلية تتجاوز العمليات العسكرية الحالية، حيث أشار بعض السياسيين الإسرائيليين إلى أن الهدف البعيد قد يكون ضم أجزاء من غزة وإعادة توطين المستوطنين في المناطق الشمالية، مستندين إلى رغبة متجددة في السيطرة على الأراضي التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005.
وتزامنت هذه التحركات مع عودة شخصيات يمينية متطرفة إلى المشهد السياسي، حيث تم إدراج وزراء جدد يدعمون التوسع الاستيطاني في المناطق المحتلة ضمن مجلس الوزراء الإسرائيلي، هذا التوجه يزيد من المخاوف حول مستقبل الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد الدعوات إلى ضم أجزاء من غزة والضفة الغربية.