شهدت العلاقات بين الأرجنتين و الصين تحولات جذرية منذ تولي الرئيس خافيير ميلي منصبه، حيث انتقل الموقف الرسمي من الانتقاد الحاد للصين إلى تبني نهج أكثر براغماتية يعكس الضرورات الاقتصادية للبلاد.
ورغم خطاب ميلي الحاد تجاه الصين خلال حملته الانتخابية، حيث وصفها بأنها "نظام شيوعي"، فإن الواقع الاقتصادي الأرجنتيني دفعه نحو مراجعة مواقفه لتجنب الإضرار بالعلاقات مع ثاني أكبر شريك تجاري للبلاد بعد البرازيل.
وفي أولى خطواته، قرر ميلي عدم الانضمام إلى مجموعة بريكس، مبررًا ذلك بالحاجة إلى إعادة تقييم السياسات الخارجية للحكومة السابقة. هذا القرار كان بمثابة إشارة إلى رفضه المبدئي للتعاون مع الكتلة التي تضم الصين، ولكنه لم يكن قطيعة نهائية. فسرعان ما بدأت الحكومة الأرجنتينية بإعادة صياغة سياستها تجاه الصين، خاصةً بعد تجديد اتفاقية مبادلة العملات مع بكين والتي تتيح للأرجنتين استخدام 35 مليار يوان لتخفيف أزمتها الاقتصادية.
وبدأ المسار الدبلوماسي يتغير تدريجيًا عندما التقت كارينا ميلي، شقيقة الرئيس ومستشارته المقربة، مع السفير الصيني في بوينس آيرس. هذا اللقاء شكّل نقطة تحول حيث تناول الطرفان تعزيز الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية مثل الليثيوم والزراعة. كما تم استكشاف مجالات جديدة للتعاون تشمل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.