في ستينيات القرن الماضي، امتلكت شركة "فورد موتور" الأمريكية مصانع في معظم الدول الأوروبية، إلى جانب مناطق أخرى حول العالم. إلا أن مكانة الصين الحالية في صناعة السيارات أثرت بشكل كبير على الصناعة الأمريكية، مما أدى إلى تقليص حجمها ونفوذها وربحيتها.
في الصين، شهدت "جنرال موتورز" انخفاضًا حادًا في المبيعات، حيث انخفضت مبيعات "شيفروليه" إلى حوالي 10% من مستواها في 2019، كما تراجعت مبيعات سيارات "كاديلاك". تكبدت الشركة خسائر بلغت 347 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مما أثار تساؤلات حول مستقبل مشاريعها المشتركة مع شركة "سايك" الصينية.
وتعاني العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة من التوتر. فقد فرضت الولايات المتحدة حظرًا على السيارات والمكونات الصينية التي تنقل البيانات، فيما اقترح الرئيس السابق "دونالد ترامب" فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية. في المقابل، تتجه الصين لاتخاذ إجراءات مضادة تستهدف السيارات الأمريكية.
وتحسبًا لتصاعد الحرب التجارية، وقّعت "جنرال موتورز" اتفاقية مع شركة "هيونداي موتور" الكورية لتطوير سيارات أنظف. في ضوء هذه التحديات، يبدو أن صناعة السيارات الأمريكية تتجه نحو التركيز على السوق المحلية، في تحول يعكس تغييرات جذرية تحدث للمرة الأولى منذ قرن.