أمل إبراهيم تكتب: المسكوت عنه !

أمل إبراهيم تكتب: المسكوت عنه !أمل إبراهيم تكتب: المسكوت عنه !

*سلايد رئيسى1-4-2017 | 22:29

عندما نناقش ظاهرة التحرش الجنسى فغالبا لن يتفهم الكثيرين ما تشعر به الأنثى فى حال التحرش الجبرى الذى تتعرض له، حتى أن بعض النساء من بنى جنسها أيضا لن يتفهمن ذلك لأنه ليس أسهل من إلقاء اللوم على الضحية فى مجتمع يرى فيه الناس الرجل فى مرتبة أعلى، ويصعب علينا جميعا مناقشة مايتعلق بالجنس لأنه القضية الأولى المسكوت عنها والتى تتهم بالعيب والتحقير حتى أن أسوأ أنواع التهم والسباب تلتصق به ، فكيف تستطيع أنثى فى مجتمع مثل هذا أن تقف فى وجه المتحرش، الرجل المريض الذى يعرف مسبقا أنه لا رادع له وأن المشكلة كلها تتلخص فى ملابس النساء وعليها يقع وزر التحرش.
فى مجتمع تتردد فيه مقولة التدين الفطرى  تقع مصر فى المرتبة الثانية من نسبة التحرش الجنسى بعد أفغانستان ، والحقيقة أن فكرة التحرش الجنسى غير مفهومة أو واضحة  لأنها غالبا وسط الشارع وبين الناس وبدون سابق معرفة بين المتحرش والضحية ،ولقد قتل الأمر بحثا وتمت مناقشته مرات ومرات دون الوصول إلى تفسير لماذا يحدث ؟ والنتيجة أن شوراعنا أصبحت مرعبة وخاصة فى مواسم الأعياد والمناسبات
التحرش هو نفس فكرة أن شخصا مريضا يقوم بكحت سيارة بعملة معدنية، أو قطع كرسى فى مواصلة عامة، أو سرقة قضبان سكة حديدية، ومن هذا المنطلق يرى البعض أن النساء ملكية عامة من حقه ملامستها والتحرش بها.
 والجديد فى الأمر هو ظاهرة التجمهر لمشاهدة الفعل أو المشاركة فيه، وعقوبة المتحرش هو علقة ساخنة فى الشارع ليست من حق الأخرين أن يقوموا بها ولكنها حالة من اليأس والهياج، مع تكرار الحدث ومعرفة كيف ينتهى الأمر بتوجيه اللوم الى الضحية والصاق التهمة بملابسها أيا كان وصفها، والتنازل فى القسم وعودة المتحرش إلى الشارع مرة أخرى
والسؤال إلى متى ؟ وما الحل ؟
المشكلة أننا غالبا نناقش الأمر من ناحية دينية، وبعض من الوعظ دون أن نحاول تغيير كثير من المفاهيم ومنها نظرة الرجل فى مجتمعنا للمرأة وإيجاد حل للعنصرية التى مهما حاولنا أن ننفى وجودها يؤكدها الواقع.
 مجتمعات كثيرة لا تمت للإسلام ولا تعانى من تلك الظاهرة كما أن التفعيل القانونى والأمن فى الشوارع اختفى تماما، والشارع من حق المارة فقط .. فمن يمنع ..أو يردع ..أو يقود المتحرش كمجرم؟! كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات.
أضف تعليق

إعلان آراك 2