سارة سعد تكتب : القناعة

لم أعد أقتنع بوجود الحقيقة في زمن لا اقتناع فيه حتى إن كنت قنوعًا بما فيه الكفاية فمن حولك يؤثرون بك كليًا لم يعد هناك من يرضى بالقليل من المال وإن رضيّا بالمال القليل لن يرضى أن يعيش بلا مسكن وأن رضيّا فلن يرضى بأن يكون شخصًا عاديًا لا يؤثر على من حوله الجميع مشهور الجميع ذو منصب كبير الجميع أغنياء الجميع الجميع ولن ننتهي من الجميع لأن الجميع يريد, لا يوجد حتى القليل يرضي بما قد قسّم له, لا تقتنع فهذه شخصيتك وليست شخصيتي, ولكن اقتنع بأن ما تمتلكه لا يمتلكه من أعلى منك, وما تفعله لا يقدر على فعله من أفضل منك, وغيرك يتمنى لو يكون في ما أنت فيه تكون, قف.. وأغلق عينيك التي رزقتهما, هل ترى أي شيء؟ هل ترضى بأن تكون كذلك ؟ استلقي.. مد أقدامك التي تمتلكها, فكر في لو أنك مُقعد, هل ستمشي؟ اجلس.. بجانب أهلك التي لا تقدر بالعيش بدونهم, تخيل لو أنك تجلس بدونهم؟ كيف ستكون حياتك؟ احبس أنفاسك... لأقل من نصف دقيقة, تخيل بأنك لا تتنفس إلا بوجود مساعدة؟ تذوق و المس وأشعر , امشي واجلس وافرح, اجري والعب افعل ما تريد, راجع نفسك لدقيقة , قبل أن يذهب السيف, عش لحظة لا يقدر غيرك على عيشها, وأعلم أنك مميز, اقتنع ولو أنك لا تمتلك إلا حبة تمر فقد اقتنع وسترى أن حياتك ستكون أجمل, القناعة عنوان الغنى. رأيت القناعة رأس الـغنى فصرتُ بأذيــالها مــُــتمســكْ فلا ذا يـــراني عــلى بابه ولا ذا يرانـــي به منهــمــكْ فصــرتُ غنــيًّا بلا درهم أمرٌ على الناس شبه الملكْ