طارق السيد يكتب: خالي الشهيد جمعة عبدالتواب

طارق السيد يكتب: خالي الشهيد جمعة عبدالتوابطارق السيد يكتب: خالي الشهيد جمعة عبدالتواب

*سلايد رئيسى2-1-2019 | 13:40

منذ حرب ٧٣ وأنا أذكره فى كل يوم، فقد كان بالنسبة لى كل شىء فى الحياة، مَثل أعلى فى الأخلاق والعلم.

كان بالفعل حيلة أبويه.

أتذكر أول يوم عاد من الكلية الحربية وهو يرتدى الملابس العسكرية، بعد تخرجه راحت أمه تطلق الزغاريد وأبوه يقبله فرحة عمت المنزل لا تعادلها فرحة فى العالم.

كان الأب يمشى فى الشارع مفتخرا بابنه الضابط يشعر بالفرح والسعادة بتتويج جهده وتعبه فى تربيته وتعليمه.

أمه كانت تصنع له الطعام الذى يحبه كل يوم وهى فى قمة الراحة والسعادة، أحست بأنها أنجزت شيئًا فى الحياة.

جاءت خدمته فى المنطقة المركزية بالقاهرة، أحبه رؤساؤه لدماثة خلقه وكفاءته، قبل شهر أكتوبر عام ٧٣ بحوالى ثلاثة أشهر. تقدم بشكل مفاجئ إلى رؤسائه بطلب نقله إلى إحدى مدن القناة ليكون على الجبهة.

 استغرب رئيسه فى الوحدة فقد كان محبوبًا من كل رؤسائه وزملائه ورفض طلبه لكنه أصر وتوسل إليه أن يوافق على نقله رغم معارضة والديه وأصدقائه.

وتم نقله بالفعل إلى كتيبة المشاة فى مدينة بورسعيد الباسلة فى الأول من شهر أغسطس التى لم يلبث بها أكثر من شهرين حتى اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، واستشهد فى العاشر من أكتوبر.

منذ ذلك التاريخ وهو لا يغيب عن بالى طوال هذه السنوات اتخيله دائمًا معى يتحدث معى ويعلمنى ويشجعنى.

 إنه خالى الشهيد البطل جمعة عبدالتواب، واسمحوا لي أن أحييه بهذه الكلمات التى تخيلت أنها تجرى على لسانه.

اسألى عنى الشوارع

اسألى عنى البيوت

اسألى الصبح اللى راجع

من جديد له ألف صوت

اسألى عنى

 القرايب والصحاب

هاتلاقينى ف كل

شب من الشباب

هاتلاقينى ف شمس

بتشق السحاب

تنشر النور والدفا

ف قلب الضباب

واذكرينى يا حبيبتي

ف فجر يطلع من جديد

احكى للعالم حكايتى

ف كل وقت وكل عيد

قولى كان ابنى اللى حيلتى

عاش بطل ومات شهيد

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2