دار المعارف
أكد عالم النبات المصري، الدكتور عبد الفتاح بدر، أستاذ علوم الوراثة وتصنيف النبات بكلية العلوم جامعة حلوان، اليوم الاثنين، أن هناك 40 نوعا من نباتات سيناء الطبية مهددة بالانقراض نتيجة شيوع الإحتطاب والرعي والحصاد الجائر والتلوث بأشكاله المختلفة والأنواع الغازية والتطورات المناخية.
وطالب الدكتور بدر بدعم محمية سانت كاترين عن طريق استكمال شبكة الرصد المناخي داخل أرجاء المحمية وتحديث وحدة نظم المعلومات الجغرافية وإغلاق المناطق التى بها نباتات مهددة بالانقراض لحمايتها من الرعي الجائر وزيادة عدد النباتات المستزرعة والتصدي لمشكلة الجمع الجائر للأخشاب.
جاء ذلك خلال الندوة العلمية بعنوان "نباتات سيناء الطبية المهددة بالانقراض" التى نظمها نادى علوم الأهرام فى إطار احتفالات مصر بأعياد سيناء فى شهر أبريل.
وأوضح عالم النبات أنه ينمو فى مصر أكثر من 2075 نوعًا من النباتات البرية، تضم 13 نوعا من النباتات المرصودة فى دساتير الأدوية منهم 60 نوعا متوطن فى مصر لا ينمو فى أى مكان آخر فى العالم حيث يوجد 384 نوعا تستخدم فى الأغراض الطبية.
وأشار إلى أن 46 % من النباتات الطبية المصرية التى سجلت لها معارف تراثية تنمو فى سيناء 36% فى الساحل الشمالي الغربي 8.7 % فى جبل علبة 9.5% فى واحات الصحراء الغربية، لافتا إلى أن حجم التداول السنوي من النباتات الطبية والعطرية فى السوق العالمي يزيد على 14 مليار دولار واحتلت مصر المركز السابع بين الدول المصدرة لها.
وعرض الدكتور عبد الفتاح بدر نماذج من النباتات الطبية بسيناء ودورها العلاجى ومن نباتات سيناء كف مريم يستعمل كمطهر فى حالات عسر الولادة وشيح جبلى وشاى جبلى لعلاج الآلام الروماتيزمية وطارد للديدان المعوية ويعالج مرضى السكر والمغص المعدى والعشار لعلاج مرض الفيل والدوسنتاريا واللصف لعلاج النقرس وطارد للغازات ويمنح الحيوية للرجال ويعالج آلام فقرات الظهر والساموا لعلاج السكر وطرد السموم والعرعر الفينيقى الذى ورد فى برديات مصرية قديمة فى بردية هيرست وإيبرز كوصفات لتسكين الآلام وأمراض القلب والصرع وإلتهابات المسالك البولية وتسكين المغص الكلوى وحالات الحمى وآلام المفاصل وعلاج الحروق وصنعوا منه شرابًا لعلاج النزلات المعوية والسعال والربو والبردقوش البرى والزعتر السيناوى لعلاج الربو والأمراض الصدرية ولقمة النعجة لعلاج إلتهابات الأغشية المخاطية والدوسنتاريا المزمنة والجعدة ومسك الجن كفاتح للشهية وطارد للبلغم وخافض للسكر.
ولفت إلى أنه تم تنفيذ مشروع صون النباتات الطبية من عام 2003 إلى 2008 وإنشاء جمعية النباتات الطبية للتنمية الإجتماعية والاقتصادية عام 2008 ، وتم إشراك السكان المحليين فى سيناء فى إدارة الموارد الطبيعية فى المحمية وبرنامج المدرسة الخضراء الذى يهدف لإنشاء حدائق للنباتات المحلية فى 21 مدرسة ضمن محمية سانت كاترين ودعم البدو فى زراعة 17 حقلا لإنتاج النباتات الطبية وتسويقها وإنتاج العسل الجبلى وتصميم 150 منتج طبيعى محلى من خلال دعم الحرف اليدوية.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار أن النباتات الطبية بسيناء تشكل منظومة واحدة فى خطة الدولة لتنشيط السياحة بسيناء من سياحة الآثار والسياحة العلاجية والبيئية والترفيهية ، مشيدا بما عرضه الدكتور عبد الفتاح بدر من جهود الدولة ممثلة فى وزارة الدولة لشئون البيئة من إستراتيجية فى إطار مشروع صون النباتات فى مصر بدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومرفق البيئة العالمي والحكومة المصرية.
وطالب بتقنين علمي طبي لاستخدامات الأعشاب الطبية فى سيناء ومصر عامة باستخلاص أدوية معترف بها دوليًا ولمصر حق ملكية فكرية لها لأن استخدامات الأعشاب دون تحديد جرعات معينة أو طريقة الغلي والاستخدام لها ستعود بالضرر وربما التسمم على مستخدمها ووضع قوانين منظمة لذلك ومنع الانتشار العشوائي للعلاج بالأعشاب دون ضوابط طبية وقانونية.
كما طالب الدكتور عبد الرحيم ريحان بعمل منظوم علمية متكاملة لكل الدراسات الخاصة بنباتات سيناء ومنها دراسات كتاب وصف مصر ودراسات نعوم بك شقير عام 1916 ونشرت فى كتاب تاريخ سيناء ودراسات المركز القومى للبحوث الذى يجهز لموسوعة علمية لنباتات مصر منها فصل عن سيناء ودراسات أساتذة علم النبات بجامعة قناة السويس والقاهرة وحلوان وغيرها لتكون هذه المنظومة جاهزة لأى مشاريع تصنيع واستخلاص أدوية من هذه النباتات.
وشدد أشرف أمين المشرف على نادى علوم الأهرام على ضرورة الاستفادة من خبرات الغرب فى هذا الإطار خصوصًا ألمانيا حيث قام الدكتور عبد الفتاح بدر بعدة دراسات ومشروعات وأطروحات علمية مع الجانب الألماني، مطالبا بتحديد أطر عملية محددة لحماية النباتات الطبية.